منذ عدة أيام قليلة وتحديدًا يوم الثلاثاء الماضي الموافق 12 نوفمبر 2019، زعم أحد نواب البرلمان زورًا وبهتانًا – وهو النائب خالد أبو طالب عن دائرة المرج – في تصريحاته لأحد المواقع الإلكترونية،
بأن كلاب الشارع تثير رعب أهالي المرج، وأنه لهذا السبب نسق مع هيئة الطب البيطري للقضاء على هذه الكلاب والتخلص منها بقتلها!! بادىء ذي بدء فما زعمه هذا النائب عار تمامًا عن الصحة
ومحض افتراء أيضًا. أولًا لأن كلاب الشارع في العموم ليست حيوانات مفترسة، وليست من الضواري أو الوحوش بالمناسبة حتى تثير الذعر والرعب في نفوس الناس كما يصور هذا النائب
ليبرر لنفسه جريمة قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق. فبأي حق تقتل هذه الأنفس أنت أو غيرك ممن عدموا الضمير والإنسانية؟ من منحك هذه السلطة من الأساس؟ ودعني أسألك أولًا أنت وجميع من يجلسون الآن تحت قبة البرلمان، ماذا فعلتم في جميع المشكلات التي تؤرق الشعب ليل ونهار في شوارع مصر
المحروسة، هل حللتم مشكلة القمامة المتراكمة في كل شوارعنا؟ هل اهتم أحد منكم بالعمل الجاد والدؤوب على إزالة التعديات والإشغالات التي حولت حياتنا جميعًا إلى عشوائية
وفوضى؟ مالكم ومال كلاب الشارع إذن؟ أتعجب حقًا من أنكم لا تفعلون شيئًا على الإطلاق سوى ملاحقة هذه الكلاب المسكينة وكأنه لم تعد هناك مشكلات حقيقية في حياتنا كمواطنين سوى مشكلة كلاب الشارع التي ليست بمشكلة
من الأساس بالنسبة إلينا كمان تتوهمون أو كما تزعمون لأسباب لم تعد خافية على أحد. كما لا نخفي عليكم أيضًا أننا لن نعيد انتخاب أي منكم مرة أخرى، فكيف لك أن تكون نائبًا عن دائرة المرج ولم يصل إلى علمك أي نبأ عن تلك الحملة
التي دشنها أحد شباب المرج في الأول من يناير من هذا العام، وهو الشاب محمد فؤاد نصار، وأطلق عليها اسم أطفال رحماء لتعليم الأطفال الرفق بالحيوان في حي المرج القديم والجديد على حد سواء، هؤلاء الأطفال وأسرهم أصبحوا
يصادقون كلاب الشارع بل وكل الحيوانات الأليفة في المرج كالقطط والأحصنة أيضًا. وقبل ان أرد عليك بمقالي هذا، تأكدت بنفسي من محمد فؤاد نصار صاحب
تلك الحملة الإنسانية الرائعة مما ذكرته أنت في تصريحك من أن هناك حالات تم رصدها لبعض المواطنين الذين تم عقرهم من كلاب الشارع في المرج، وقد أكد لي نصار أنه لم يحدث على الإطلاق، فلو حدث لعلم هو أولا بالأمر
، كما أكد لي أيضًا أن أهالي المرج لن يمنحوك أصواتهم مرة أخرى بسبب هذه الأكاذيب التي صرحت بها. ولعلك لم تسمع أيضًا أنت ومن يحرضون على قتل كلاب الشارع ويشنون حملات شعواء لتسميمها، عن ذلك الرجل الذي سقي كلبًا
بخفه فأدخله الله الجنة، والمرأة التي حبست هرة ومنعت الطعام عنها فكان مصيرها النار، فمالكم كيف تحكمون؟ وأؤكد لك بدوري كمواطنة مصرية ولكل من تسول له نفسه قتل هذه الأنفس البريئة في برلمانكم الذي لا يمثلنا، أننا كمواطنين
لن نمنح أصواتنا لأي نائب برلماني يشارك في هذه الجريمة النكراء قولًا أو فعلًا، فلن نقبل أن يمثلنا من يقنن الجريمة ويحرض عليها في المجتمع، حتى وإن كانت جريمة قتل كلب
من كلاب الشارع. فمن يستحل قتل نفس حيوان ضعيف بهذه السهولة متذرعًا بحجج واهية، يستحل قتل نفس إنسان كذلك بنفس السهولة أيضًا وبذات الحجج واهية. هناك حلول كثيرة وبديلة يمكن تطبيقها لحماية الناس من خطر
تكاثر الكلاب في الشوارع، هذا إن كان وجود هذه الكلاب يمثل خطورة من الأساس، وهي حلول إنسانية لا تنتهك حق هذه المخلوقات أيضًا في الحياة آمنة مطمئنة، فالله خلقها لتعيش بيننا في سلام وأمان لا ليسفك البعض دماءها ويزهقون أرواحها بلا وجه حق.