يوم الحرية الباستيل.. تم بناؤه في الفترة من 1370حتي 1383 في فرنسا كحصن للدفاع عن باريس و بمرور السنوات أصبح سجنا لعقاب
أولئك الذين تصل بهم الجرأة الي حد إنتقاد الحكومة. ونظراً الي أن كثير من الناس قد تم الزج بهم إلى هذا السجن دون محاكمة
بموجب أوامر سريه كان من حق النبلاء إصدارها ضد أي مواطن لا ينتمي إلى طبقة النبلاء وهي الأوامر السرية التي كان الفرنسيون
يطلقون عليها تسمية letters de cachet. فقد كان عامة الشعب الفرنسي يكرهون هذا السجن الذي لم يكن أحدا يدري مدة قضاء العقوبة داخله أو سببها.
و كان سقوط هذا السجن في أيدي أبناء الشعب الفرنسي اثناء الثورة الفرنسية سنة 1789 يعتبر رمزا لسقوط الإستبداد الذي كان يمارسه الحكام و النبلاء ضد أبناء الشعب الفرنسي
. وأثناء حكم لويس السادس عشر كانت فرنسا علي شفا الإفلاس المالي وأفضي إسراف الملكة ماري انطوانيت وبذخ الحفلات التي كانت قد أدمنت إقامتها كل مساء إلي استياء
عامة الشعب الفرنسي و إزدياد حدة مشاعرهم العدائية نحو كل نظم الحكم الفرنسي. بالرغم من فرض الضرائب الباهظة
وعلي الرغم من مهارة و جهود وزراء للمالية مشهود لهم بالكفاءة مثل (تورجو – نيكر) ظلت خزينة الدولة خاوية من الأموال بسبب زيادة المصرفات عن الإيرادات بإطراد مستمر.
و عندما دعا مجلس النبلاء أعضاءه للاجتماع لدراسة كيفية مساعدة الحكومة في التغلب على الأزمة المالية و مساندة الملك فشل
اجتماع النبلاء في الوصول إلى حل. فلا الضرائب يمكن ان تزيد ولا الإسراف يمكن أن يقل.
و سرعان ما اجتمع أعضاء الجمعية العمومية من ممثلي الشعب الفرنسي و تحدوا رغبة النبلاء و رجال الدين و الملك في إنهاء الإجتماع
و أعلنوا استمرار نواب الشعب في مناقشة شئون الدولة معلنين انهم جمعية عمومية تمثل الشعب وتعمل من أجل الشعب ولمصلحته
و وفقا لإرادته وليس وفقا لأي سلطة أخري وصاح (ميرابو ) صيحته الشهيره قائلا :(نحن نواب الشعب ولن نبرح اماكننا إلا
فوق اسنة الحراب . معلنا بذلك رغبة نواب الشعب في الأستمرار في الاجتماع وفقا لإرادة الشعب.. وكانت تلك هي البداية الحقيقية
للثورة الفرنسية و التي انتشرت علي شكل اضطرابات واسعة النطاق في كل أنحاء باريس
و خوفا من بطش جنود الملك لجأ الثوار أنفسهم الي حمل السلاح.. اي سلاح متاح يمكن أن تصل إليه أيديهم.. واحتشدت جموع ضخمة
من عامة الشعب وهم يحملون كل أنواع الأسلحة أمام سجن الباستيل مساء اليوم الرابع عشر من شهر يوليو 1789 و حاصروه
طوال الليل و سقط في أيديهم عند بزوغ نور الصباح و أصبح السجناء السبعة الذين كانوا بداخله مطلقي السراح
وقد أشعلت أحداث تلك الليلة وذلك الصباح نيران الثورة الفرنسية وكانت افتتاحية قوية لعهد دموي ملئ بالأحداث الغوغائية المرعبة.
وعلي الرغم من أن سجن الباستيل قد هدم هدما كاملا وتحطمت مبانيه و سويت بالأرض و إرتفع عامود من البرونزي
مشيراً إلي مكانه لا يزال يوم الرابع عشر من شهر يوليو يحتفل به بإعتبار انه يوم الحرية في فرنسا.