الرافال وسد النهضة
بقلم : محمد عتابي
في البداية اعرض علي حضراتكم بعض إمكانيات الطائرة الرافال الفرنسية الصنع
ويعتبر الجيش المصري اول جيش في العالم بخلاف الجيش الفرنسي طبعا يمتلك تلك الطائرات..
وبالمناسبة اشترت دويلة قطر صفقة طائرات رافال بعد أن ظلت تسخر منها بعد حصول
الجيش المصري عليها ولكننا لم نهتم بذلك لأننا نسبقهم في الفكر العسكري بملايين السنين..
تعتبر “رافال” مقاتلة شاملة متعددة الأدوار من الجيل الرابع، تتمتع بمزايا تكنولوجية سرية تسمح بالتخفي عن الرادار،
وهي مزودة برادار يوفر مسحاً إلكترونياً لا مثيل له بين منافساتها. كما تنفرد بقدرة على استحداث خرائط مفصلة ثلاثية الأبعاد للأرض تحتها.
ولدى الطائرة رادار يستطيع تعقب 40 هدفا في وقت واحد، والاشتباك مع ثمانية من تلك الأهداف،
وتصل سرعة الطائرة القصوى إلى 2450 كيلومتر في الساعة، أما أقصى ارتفاع فهو 50 ألف قدم.
والمقاتلة التي تصنعها شركة “داسو أفياسيون” الفرنسية مزودة بمدفع رشاش من عيار 30 ملم وتحمل صواريخ “جو_جو” و “جو_أرض” موجهة.
وكانت مصر قد تسلمت الطائرة المقاتلة من طراز “رافال” من فرنسا في يولو/ تموز من عام 2016
منذ أربعة أشهر تداولت وسائل إعلام إسرائيلية.
اخبار عن “توتر شديد بين القاهرة وتل أبيب بعد نشر بطاريات صواريخ (سبايدر SPYDER-MR) الإسرائيلية حول موقع سد النهضة”.
صواريخ “سبايدر” – صواريخ دفاع جوي، أرض- جو قصيرة ومتوسطة المدى، سريعة الاستجابة،
بتتقدم وتغير موقعها وبتقصف أثناء حركتها وبتتأقلم مع التضاريس وتتصدى للمقاتلات الهجومية، المروحيات
، الطائرات بدون طيار، والصواريخ الموجهة.. في مدى غير مرئي بالعين المجردة.. وبيغطي 360 درجة.
تركيب “سبايدر” حول موقع سد النهضة بدأ في مايو اللي فات.. واستغرق شهرين ونصف.. يعني خلص في منتصف أغسطس الماضي..
وبالأمس ظهر خبر، إن الإثيوبيين “رفضوا دون نقاش”.. مفاوضات حصة مصر من ماء النيل.. الخبر مرفق في صورة مع البوست.. أعمل عنه بحث.
إثيوبيا غيرت كلامها.. وقررت فجأة إنها مش مستعدة تحافظ على حصة مصر المائية.. حتبني السد
وتسيب دول المصب تتحرق.. مستقوية طبعًا بنظلم الدفاع الإسرائيلي خاصة، وبالإسرائيليين عامة.
الدولة بتستعد لحرب.. محدش بيشتري “حاملة طائرات” عشان يحارب إرهابيين مستخبية في الجبل
.. دي دولة بتستعد لحرب حقيقية شاملة.. بتوسع طرق وتفتح سكك للإمداد وتحرك الدبابات والمشاة الميكانيكية
وناقلات الجنود.. بتعمل مطارات بديلة.. بتعمل قواعد عسكرية جديدة.. وبتحرص على إن يكون عندها فائض طاقة.
بتزود شغل الجيش المتعلق بالأمن الغذائي.. القوات المسلحة وقت الحرب لو مابتزرعش وتنتج وتربي فراخ وسمك وتزرع خضار.. بتبقى عبء رهيب على الدولة..
لأنها بتستهلك كتير جدًا.. وأنت ساعتها مبتلاقيش السلع في المحلات.. وقت السلم هو بيطرحلك المنتجات دي للبيع للجمهور
بسعر مخفض.. وبيسلح نفسه بثمنها ويبني قواعد.. وقت الحرب حيحتاج معظمها.
ففكرة إنك تحافظ على الأمن الغذائي والقوات دي تأكّل نفسها.. ضرورية وحيوية وأمن قومي من الدرجة الأولى.. أهالينا اللي عاصروا 1967 و 1973.. حيقولك إن “معلقة السكر” مكانتش موجودة..
خبر “رفضوا بدون نقاش” دا ظهر الامس للصحف.. بس هو فعليًا.. تاريخه مكانش إمبارح..
دا حصل في جولة المفاوضات نفسها.. اللي اتقفلت قبل مؤتمر الشباب الأخير بفترة.. عشان كده الرئيس اتكلم عن موضوع المياه والسد فجأة في المؤتمر.
الحقيقة مافهمتش إيه الغرض.. إيه الغرض من عمل شقاق بين الجيش والشعب دلوقتي؟ وليه دلوقتي؟
وإيه الفكرة إن كل النشطاء الكسر يظهروا فجأة.. يضيعوا وقتنا في فيديوهات مالهاش معنى.. ويحاولوا يأثروا على الشباب ويدفعوهم لثورة؟
الخلاصة
موضوع سد النهضة ما هو إلا نوع من أنواع المكايدة السياسية لمصر حتي تقبل سياسة الأمر الواقع وتفقد قدرتها
علي لعب أي دور سياسي قوي بالمنطقة وتقبل ” صفقة القرن ” حتي تستطيع الحفاظ علي أمنها المائي والذي لن نفرط فيه ولو نقطة واحدة.
اعتقد ان الدبلوماسية المصرية تمارس دورا متميزا لعرض القضية وجعلها قضية دولية وهذا ما جعل السيسي
يتحدث عن سد النهضة امام الجمعية العامة للأمم المتحدة معانا تمسك مصر بالطرق السلمية في علاج أزمة سد النهضة مع احتفاظها بكل الطرق للحفاظ علي أمنها المائي والذي هو خط أحمر
وأخيرا .. انني علي ثقة كاملة في قدرة القيادة السياسية علي إيجاد حل عادل ومرضي لكل ابناء الشعب المصري لأن النيل هو شريان حياة المصريين
تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر