الباب المفتوح يقول الله تعالي في كتابه العزيز(“إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم” )
،ويقول أيضا (“فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فأن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم “)صدق الله العظيم ...
ينتظر الله توبة عباده دائما ليغفر لهم خطاياهم لكن للأسف لا يغفر العباد لبعضهم البعض، فالكثير منهم يغلق باب التوبة في وجه من قصدها وكأننا معصومين من الخطأ أو أنبياء، فالأنبياءمنهم من عصي الله سبحانه وتعالي
،فآدم عليه السلام أكل من الشجرة التي نهاهه الله عنها ، وبسبب تلك الفعلة أنزله الله هو وزوجته الي الأرض لكن بالرغم من ذلك تاب الله عليه وغفر له بعدما أستغفر لذنبه
،وسيدنا يونس أيضا عصي الله فقد رحل وترك قومه بدون أذن المولي سبحانه وتعالي ،ونتيجة ذلك أغرقه الله وإبتلعه الحوت حيث مكث بداخله فترة حتي تاب فأمر الله الحوت
بأن يلفظه ،ويقول الله تعالي في ذلك ( “وإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُون
التوبة هي مفتاح النجاة ،فكم من عاصي رجع الي طريق الحق فتاب الله عليه، وأصبح من الصالحين كالأمام الفضيل بن عياض الذي كان يسرق ويقطع الطرق حتي سمع
قول الله تعالي (“ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أؤتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون”) ،ومن بعدها تاب مباشرة وأصبح من أشهر أئمة الزهد والورع ..
يجب أن نشجع الأخرين علي التوبة وأن لا نغلق بابها في وجه أحد، فالذنب الذي إقترفه شخص ما وارد أن نقترفه مثله في يوم من الأيام ، كما أن الله سبحانه وتعالي لم يكلف
أي شخص بمحاكمة العباد علي الأرض ،ولذلك فيجب علينا أن نكون رحماء ببعضنا البعض حتي يرحمنا المولي سبحانه وتعالي ويغفر لنا خطايانا جمعيا…