نعمة الصداقة
الصداقة نعمة منحها الله سبحانه وتعالي لعباده كي يستأنثوا ببعضهم
البعض ويهونوا عن بعضهم متاعب الحياه ،فالصديق الحقيقي
يرافق صاحبه الي أمد الدهر حيث يوجهه دائما الي الحق والصواب .
المرء لا يستطيع أن يختار أبويه أو اخوته وأقاربه، لكنه يستطيع إختيار
أصدقائه بكامل إيرادته ولذلك فيجب عليه أن يحسن عملية
الإختيار، فمرافقة الأشخاص السيئة ستؤثر عليه بالسلب لأن الصديق السيء يحاول دائما جعل صديقه مثله،
ولكن أحيانا يضطر المرء الي تقبل عيوب صديقه وفاء له حتي وأن كان سيء ،وفي هذا الصدد يجب أن يحسن
المرء من سلوك صديقه وذلك بالموعظة الحسنة وبتوعيته
،فالصديق المخلص هو الذي يخاف علي أصدقائه كما يخاف علي نفسه ويتمني لهم كما يتمني لنفسه .
لا شك أن المرء لديه أكثر من صديق لكنه دائما أو في أغلب الأحوال يميز صديق واحد أكثر من الأخرين، فيكون
بمثابة الأخ لديه حيث أنه يرافقه دائما في كل مكان ويكون حافظ وكاتم لأسراره.
الصديق الحقيقي هو الذي يقف بجانب صديقه في كل اللحظات لحظات الفرح والحزن كسيدنا أبو بكر رضي الله عنه فكان
خير رمز للصداقة والوفاء فقد وقف بجانب النبي( صلي الله عليه وسلم )
وسانده حيث أنه أول من آمن به وصدقه عند نزول الرسالة
عليه كما أنه أختبأ معه في الغار بعيدا عن أعين المشركين
الذين كانوا يريدون قتله حيث قال الله تعالي في كتابه العزيز (إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين
إذ هما في الغار إذ يقول لصحابه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين
كفروا السفلي وكلمة الله هي العليا والله عزيز حكيم (صدق الله العظيم ).
وفي الصغار ضرب لنا علي بن أبي طالب صديق وابن عم الرسول مثال قوي للصداقة الحقيقة ، وذلك بالرغم من صغر سنه
فقد نام في فراش الرسول عندما جاء الكفار لقتله ليشغلهم عنه بدون أن يخاف أو يهاب الموت .
فيلم هندي من الأفلام المؤثرة التي سلطت الضوء علي أهمية الصداقة الحقيقة ومداها وأنها أهم من أي شيء بالرغم من
أن مؤلف الفيلم تناوله بشكل كوميدي إلي حد ما . فالبطلان في الفيلم وهما أحمد آدم وصلاح عبد الله ترك كل منهما
حبيته في سبيل الصداقة وذلك لأن كل واحد منهما رفض إمتلاك الشقة التي
عاينها ليأخذها الأخر ويتزوج فيها مما جعل خطيبة كلا منهما ترحل
عنهما ،وبذلك وضح الفيلم أن الصداقة أهم من أي شيء أخر .
يقال أن الزواج عن صداقة أفضل من الزواج عن حب وانا أؤيد ذلك بشدة، فالصداقة تجعل الزوجين متفاهمين
دائما حيث يشاركون بعضهم الأراء ،فالحب وحده لا يكفي لنجاح العلاقة الزوجية وذلك أيضا ينطبق علي الأخ وأخيه
والأم وأولادها فعلاقة الدم وحدها لا تكفي فيجب أن يكون الأخ صديق قبل أن يكون أخ ،ويجب أن تكون الأم صديقة
لأبنائها قبل أن تقوم بدورها كأم ،فأي علاقة يجب أن يسودها التفاهم قبل أي شيء أخر حتي تنجح وتستمر .
كونوا أصدقاء حققين وكونوا بجانب بعض دائما ،لكن لا تتعاونوا علي الإثم والمعاصي فكثيرا نجد الأصدقاء يفعلون
ذلك فكما قال الله تعالي في كتابه العزيز (وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان )صدق الله العظيم .