الصحافة الورقية تحتضر
قل الإقبال علي الصحف الورقية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة نتيجة وجود الوسائل والمواقع الإلكترونية
ومواقع التواصل الإجتماعي التي تتيح للأفراد الإطلاع علي مختلف الأخبار وقت حدوثها في أي مكان وأي وقت بدون تكلفة تذكر.
من مميزات الصحف الإلكترونية أن الأخبار بها في حالة تحديث مستمر وتتميز بالإيجاز والإختصار علي عكس الصحف الورقية لذلك أصدرت معظم الصحف الورقية مواقع إلكترونية لها .
أصبحت الصحافة الإلكترونية موضة العصر الحالي، وذلك بسبب تناسبها الشديد معه فالجيل الجديد بطبعه غير صبور
ويفضل السرعة في كل شيء مما يجعله يتكيف مع الصحف الإلكترونية أكثر فهو يستطيع الإطلاع عليها وعلي أخبارها
في أي مكان وأي وقت بدون تكلفة تذكر علي عكس كبار السن الذين يتسمون بالصبر و يمضون أوقاتا طويلة في
قراءة الصحف الورقية حيث يتمتعون بملمسها وبشكلها وبتفاصيل الأخبار والتقارير المطولةبها .
من المحتمل أن تندثر الصحف الورقية نهائيا بعد فترة أو أن يتم دمجها في صحيفة واحدة ، وأن تتربع الصحافة الإلكترونية
علي العرش بمفردها ،وذلك بسبب الخسائر التي تخسرها الصحف الورقية يوميا وتعود تلك الخسائر لعدة عوامل
منها غلاء ورق وأحبار الطباعة ،وقلة عدد القراء مقارنة بما قبل الصحافة الإلكترونية وقلة عدد مشتري الصحيفة،
وعدم إقبال عدد كبير من المعلنين للإعلان عن السلع والمنتجات في الصحف الورقية كما كان يحدث من قبل ،وكل ذلك بالطبع يشير الي أن المستقبل القادم صعب
تواجد الصحف الورقية فيه.
الحل الوحيد لعدم إندثار الصحف الورقية هو الإستفادة من التكنولوجيا
ومن الطرق الحديثة في إخراج الصحفية الورقية فالكثير من الصحف تلتزم بنمط معين في الإخراج وفي التصميم وذلك
خطأ فادح فيجب مراعاة أن تلك الجريدة ليست فقط موجهة لكبار السن بل الي الشباب والأطفال ،لذلك يجب أن تكون
جذابة في الشكل وغير مزدحمة بالتفاصيل الكثيرة الغير مجدية التي ترهق القاريء وتصيبه بالملل ، وبالطبع عند
حدوث ذلك التجديد سنجد زيادة في نسبة قراء الصحف الورقية وسنجد إقبال كبير من المعلنين علي الصحيفة مما
يزيدمن تمويلها وأرباحها ،فالأمر يشبه كثيرا منزل قديم وغير منظم أراد صاحبه أن يبيعه فقام بتوضيبه وتجميله حتي
باعه بثمن كبير ! فالصحيفة سلعة لذلك يجب أن يهتم صاحب السلعة بشكلها ومضمونها .
الصحف الورقية تخضع دائما للرقابة مما يجعل ذلك ميزة وعيب في نفس الوقت، فالرقابة تمنع نشر الأخبار المضللة لكنها
في نفس الوقت تمنع الصحف الورقية من نشر أخبار معينة حتي وأن كانت صحيحة مما يجعل الصحافة الورقية غير
حرة حرية كاملة لذلك ينصرف عنها الكثير من الناس ، بينما لا تخضع الصحف الإلكترونية للرقابة لكن ذلك يجعلها تنشر
الكثير من الأخبار المزيفة والمضللة ،مما يتضح أن الرقابة الحكومية علي الصحف تعتبر سلاح ذو حدين لذلك يجب أن يتم إستخدام ذلك السلاح بوعي تام .