نهر الحياه
نهر النيل مصدر حياتنا فلا يقتصر إستخدامه فقط في الشرب والطهي وري الأراضي الزراعية بل يدخل في الكثير من الصناعات المهمة ،
وهو مصدر مهم للثروة السمكية كما أنه مزار سياحي وترفيهي يقصده الكثير من المصرين والغير مصرين حيث يقوموا فيه
برحلات غير مكلفة بالمرة لمشاهدة جماله عبر المراكب والسفن ، وبالإضافة الي ذلك فهو يستخدم في توليد الكهرباء وفي كل المجالات
، لكن للأسف بالرغم من أهميتة الكبري يتم الإساءة إليه بمختلف الطرق وخاصة في الفترة الأخيرة فقد يلقي الأشخاص القمامة
فيه وكأنه سلة مهملات وتصرف به بعض المصانع والمطاعم المطلة عليه مخلفاتها بالإضاقة الي بعض المناطق الريفية
والعشوائية التي يقوم سكانها بغسل الحيوانات والأواني والملابس فيه ويصل الأمر أحيانا الي انهم يقوموا بإلقاء الحيوانات الميتة
به !مما تسبب في أصابة الكثير في تلك المناطق بمرض الفشل الكلوي، والكوليرا
، والاميبا وإلتهاب الكبد ،وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تدمر صحة الإنسان.
الأمر أصبح خطير للغاية ويجب سرعة الإنتباه إليه فكيف نلوث المصدر الذي تعتمد عليه كل مقومات حياتنا ! فذلك أشبه
بمن يقتل نفسه بنفسه، والغريب أن يحدث ذلك في زمن العلم و التكنولوجيا والإنترنت، وذلك علي عكس ما حدث قديما
أيام قدماء المصرين فقد حظي النهر بأهتمامهم حيث أقاموا عليه حضارتهم العريقة ومعابدهم وزراعتهم فكان يمثل لهم
كل شيءلذلك قدسوه وقدموا له العطايا والقرابين وأطلقوا علية أسم الآله حابي ،وقد أخذو عهد علي أنفسهم
بأن لا يدنسوه وإعتبرو أن عدم تدنيسه شرط أساسي لدخول الجنة في العالم الأخر ،وكانوا يكتبوا في سجلات من
توفي منهم ما إذا كان لوث النهر إم لا كما أنهم إستخدموا مقايس النيل لقياس منسوب المياه وكل ذلك يدل علي يقينهم
بأهمية النهر في كل مناحي الحياة، ويقال أنهم أيضا كانوا يقدموا للنهر عروس كل عام كي يفيض لكن إختلفت الأقاويل
هنا فبعض الأراء تأكد أن القدماء لم يقدموا أي تضحيات بشرية للنهر وأنهم كانوا يقدموا له دمية رمزية كل عام
،وكما أهتم القدماء بالنهر إهتم المسلمون به أيضا عند الفتح الإسلامي لمصر وبعده فإستخدموه خير إستخدام
حيث تم حفر العديد من الخلجان والترع وتم إقامة مقاييس النيل مما ساعد علي أقامة الدولة وعلي سير حركة الزراعة والتجارة
،و قام عمرو بن العاص بتطهير الترع وبترميم السدود، وحفر عمر بن الخطاب الخليج المصري الكبير الذي كان يصل النيل
بالبحر الأحمر و تتابعت بعد ذلك حفر الخلجان كالخليج الناصري وغيره من الخلجان ولم يقصتر الأمر علي ذلك
بل أحتفل المسلمون بفيضان النيل فكان المسئول عن قياس منسوب المياه عندما يشعر بأن النهر سيفيض كان يقوم
بتعليق ستار أصفر علي شباك الجهة الشرقية للمقياس وبعد يوم أو يومين يأتي السلطان بسفينة مذهبة وتخلفة أخري
محملة بكبار رجال الدولة وعندما ينزل السلطان للمقياس يتم عمل مائدة كبيرة بها مختلف أنواع اللحوم والحلوي،
و بالإضافة الي ذلك فالمسلمون أطلقوا علي النهر ألقاب كنهر النيل المبارك ونهر النيل العظيم وذلك يدل علي مدي تقديرهم له ولأهميته .
وقد ورد في الحديث الشريف أن نهر النيل أحد أنهار الجنة وتم ذكره أيضا في القراءن الكريم مما يوضح أهميتة الدينية
والحياتية لذلك فلابد بأن نحافظ عليه ونعتني به كما أعتني به قدماء المصريين والمسلمين قديما فكيف عندما تتقدم
بنا السنوات والتكنولوجيا نتأخر أكثر!!
حاليا يوجد جمعيات معنية بالبيئة وبنهر النيل وبالحفاظ عليهم
وتلك الجمعيات تبذل جهدا كبيرا في ذلك المجال لذلك يجب علينا أن نساند تلك الجمعيات وننضم إليها لمحاولة إنقاذ
نهرنا من ماهو فيه ،ويجب أيضا أن تسلط كل وسائل الإعلام الأضواء علي النهر وقضاياه حتي يعلم الجميع بأن تلويث النهر
ليس أمرا طبيعيا ،بل هو كارثة كبري بكل المقاييس، ويجب أن تهتم وزارة التربية والتعليم أيضا بألامر وتناشد الطلاب
من خلال المدارس بالمحافظة علي نهر النيل من التلوث وأن تستمر الحكومة في فرض عقوبات شديدة علي من يقوم بتلويث النهر ،
ولنعلم جمعيا أن نهر النيل ثروتنا فلنحافظ عليها ونحميها قبل فوات الأوان ..