همسات ونبضات
رحلة داخلية
نخطط لرحلات خارجية بحرية وجوية ، لاستكشاف العالم بعاداته وتقاليده وتاريخه وتضاريسه ، وننسى التخطيط
لرحلة داخلية لا تكلفنا الكثير ، لكنها تكتسب الكثير من الأهمية ، كونها تجردنا من الأقنعة التي ارتضينا بها أو التي فرضت علينا.
في هذه الرحلة ندرك حقيقة الروح والنفس الصافية التي تتغذى بالحب وتنمو بالعطاء و وتثمر بالسلام ، السلام الداخلي
الذي يتجلى في سلوكيات خارجية ، وجمال حقيقي دون عمليات تجميلية.
هذه القيم الحب والعطاء والأخلاق _بكل أسف_ تتساقط مثل أوراق الخريف وتتناثر على الأرض ، وربما لا يأتي شتاء قاسٍ ، لتورق من جديد.
تتساقط بسبب الشهوات والماديات التي شوهت كل شيء ، وقضت على الحياة بين الأحياء، الذين يتسابقون
لجمع المال غير آبهين بالأخلاق وقيم الانسان، الذين باتوا يسمّون طيب القلب ساذجاً ، وقاسي القلب بطلاً يعرف من أين تؤكل الكتف.
كم نحن بحاحة الى هذه الرحلة لكي تتدفق طاقة الحب الخلاقة ، التي تتغذى بالعطاء وتفيض بالخير ، الخير الذي يتخطى الحدود
، كم نحن بحاجة الى أن نضفي على حياتنا المزيد من الحياة ، ونتخلص حينها من المشاعر السلبية والأنانية ، والتوتر والخوف والقلق والانفعالات والانتقامات.
همسة
كم نحن بحاجة إلى أن نطوي شغاف القلب على كل قلب ينبض بالمحبة ويفيض العطاء.