بقلم : د.محمد عبد العزيز
كانت ندوة مميزة بمكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك تلك التي شرُفت بالدعوة والحضور إليها بالأمس 11 سبتمبر 2019 ،
والمكتبة تابعة لوزارة الثقافة المصرية والندوة بهدف التعريف بدولة رواندا الأفريقية الشقيقة ولتكريم سيادة السفير الرواندي
بمصر “الشيخ صالح هابيمانا” قبل إنهاء فترة عمله بالقاهرة وعودته إلى العاصمة الرواندية “كيجالي” ، ويشرفني
أن أتوجه بخالص الشكر لجميع القائمين على مبادرة “أعرف أهلك ” من كلا من وزارة الثقافة المصرية ممثلة الحكومة
المصرية ومؤسسة النيل للدراسات الأفريقية والإستراتيجية ممثلة المجتمع المدني ، وتهدف تلك المبادرة الواعدة
للتعريف بدول القارة الأفريقية وزيادة التواصل الرسمي والشعبي بين أبناء القارة والإحتفاء بهم في بلدهم الثاني
مصر ويشرفني أن أتوجه بالإمتنان لقامة أفريقية كبيرة مثل سيادة السفير الشيخ صالح هابيمانا الذي كان له دورا كبيرا
في إستقرار بلاده عقب مجازر الصراعي الإثني بين الهوتو والتوتسي عام 1994 والتي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف نسمة
وكانت بداية الأخذ بمفاهيم التسامح والمحبة والإخاء بين الجميع دون تمييز هي وسيلة الشعب والحكومة لتخطي فكرة
الصراع الدائم والإنتقام المستمر وكانت تلك المفاهيم الجديدة سببا في إستقرار وتنمية رواندا الحديثة بعد فترة الصراع
الدموي وأصبحت رواندا مقصدا سياحيا ومقصدا للمستثمرين الأجانب في أفريقيا وحققت معدلات مرتفعة في
النمو الاقتصادي والشفافية بسبب تضافر جهود أبناء تلك الدولة التي ترحب بكل أبناء القارة الافريقية دون تأشيرة دخول ،
مساحة رواندا صغيرة لا تزيد على 28 ألف كم مربع وعدد السكان لا يزيد عن 15 مليون نسمة وتقع في شرق وسط أفريقيا
وتعد من دول البحيرات العظمى ومن دول منابع النيل وتتميز بإعتدال درجة الحرارة لإرتفاع أرضها عن سطح البحر
و تتميز بكثرة الأعشاب والمناطق ذات الخُضرة بها فضلا عن وجود الغوريللا الجبلية النادرة والتي تجذب السائحين ،
الحقيقة كانت كلمات السيد السفير بعربية سليمة فصيحة بليغة ولما لا وهو من خريجي جامعة الأزهر في مصر
ولقد قال سيادته كلمات رقيقة رائعة في وصف مصر يعجز عن وصفها اللسان لما حملته من صدق مشاعر أخوية وإنسانية
تجمع وتربط مصر بالأفارقة خاصة بعد تجدد الإهتمام بقضايا القارة الافريقية في ظل قيادة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
وعودة مصر لأفريقيا قولا وفعلا قيادة وشعبا ، تطورت الإمكانات بفضل وسائل التواصل الإجتماعي ولم يعد تواصل الشعوب
حكرا على الحكومات والقادة السياسيين والزعماء والوزراء وقيادات مجالس النواب فقط ولكن أصبح لمراكز الأبحاث
والدراسات المرموقة ومنظمات المجتمع المدني الوطنية دورا في نشر المعرفة ودعم التواصل بين الشعوب
الافريقية وأصبح التزواج والدمج بين الدبلوماسية الرسمية والدبلوماسية الشعبية غاية لا تترك من أجل غاية أكبر
أدركتها مصر قديما خاصة في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتُدركها حاليا بدعم السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي
وسَتُدركها أكثر وأكثر في المستقبل بأذن الله ، كل ذلك لتوطيد العلاقة بين مصر وأبناء القارة السمراء فكلنا أفارقة حتى
وإن إختلفت ألواننا وكما قال سيادة السفير بالأمس أن تنوع ألوان أبناء القارة
يجعل أفريقيا هي القارة الوحيدة التي تشبه بستان من الزهور المختلفة الألوان .