كتب /أيمن بحر
،المحلل الاستراتيجي والخبير الامني اللواء رضا يعقوب عام 1969 سيطرت طالبان على العاصمة كابول
، وبدأت تطبيق الشريعة الإسلامية والزمت النساء على إرتداء البرقع، وحذرت التليفزيون والموسيقى، وتجاهل الغرب الحركة
، الى أن حدث الإعتداء على الولايات المتحدة الأمريكية فى الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 خلال هذه الأحداث
حافظت طالبان على علاقتها مع تنظيم القاعدة الذى ساندها فى هجماتها ووفرت الحماية للعقل المدبر للإعتداءات
أسامة بن لادن، قال جورج بوش الإبن” أعطيت طالبان مجموعة من المطالب الجدية والمحددة وهى إغلاق معسكرات
تدريب الجهاديين- على حسب قوله، والإرهابيون فى الواقع- وتسليم قادة تنظيم القاعدة وإعادة جميع الأجانب الى
بلادهم بما فيهم الأمريكان المعتقلون بدون وجه حق، لكن الحركة لم تلبى أياً من هذه المطالب وستدفع الآن الثمن “.
بعد عدة أسابيع من الهجمات الأمريكية بسبتمبر غزت الولايات المتحدة وحلفاؤها أفغانستان لطرد طالبان وقامت الولايات المتحدة
بجلب رئيس وحكومة أفغانستانية جديده وضخت مساعدات بالمليارات لمساندة السلطة الجديده، ترتب على ذلك إجبار
الحركة على الإختباء، وقامت بتجميع الحركة لعناصرها وشنت حرباً على قوات الحكومة المدعومة أمريكياً والقوات الأجنبية
، خلال عام 2010 كان يوجد بأفغانستان قرابة مائة وأربعون الف جندياً أمريكياً ومن قوات حلف الناتو، بعد أربعة أعوام
إنسحبت القوات الأجنبية وبقى عشرون الف جندياً معظهم من الأمريكيون، لتدريب القوات الحكومية ومكافحة الإرهاب،
على إثر ذلك إستعادت طالبان السيطرة على أجزاء واسعة من أفغانستان، وأصبحت هزيمة طالبان ليست من أولويات
واشنطن وإتجهت الى طريق المفاوضات لإنهاء هذه الحرب.
طالبان تتوعد الأمريكيين رداً على قرار ترامب بإيقاف المفاوضات، تزامنا مع الذكرى الثامنة لهجمات 11 من سبتمبر،
كان من المفترض أن تعقد مباحثات بين واشنطن وطالبان، لكن وبشكل مفاجئ ترامب يوقف إجتماعات مفاوضات
سرية مع طالبان، وردت حركة طالبان على قرار ترامب بشكل عنيف على القرار.
فى أول رد فعل لها على إعلان الرئيس دونالد ترامب إيقاف محادثات سرية، قالت حركة طالبان إن قرار الرئيس ترامب
إلغاء محادثات السلام مع قادتها سيؤدى الى إزهاق أرواح مزيد من الأميركيين وخسارة مزيد من الأصول الأمريكية
، وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث بإسم الحركة فى بيان “سيعانى الأميركيون أكثر من أى طرف آخر بسبب الغاء المحادثات
“، وأضاف أن المحادثات كانت تجرى بصورة سلسة، وأن الجانبين إتفقا على عقد محادثات بين الأفغان فى 23 سبتمبر أيلول.
ومن جهته قال مكتب الرئيس الأفغانى أشرف غنى إن السلام الحقيقى لا يمكن أن
يتحقق الا عندما توقف حركة طالبان العنف وتجرى محادثات مباشرة مع الحكومة.
وفاجأ الرئيس الأميركى دونالد ترامب الجميع، بإعلانه الغاء إجتماع قمة كان مقرراً عقده سرَّا مع قادة حركة طالبان الأفغانية
ووقف “مفاوضات السلام” الجارية معهم منذ عام، فى وقت بدت على وشك التوصل الى اتفاق تاريخى ينهى نزاعاً مستمراً منذ 18 عاماً.
وكشف ترامب أنه كان من المفترض أن يلتقى “قادة طالبان الرئيسيين وبشكل منفصل رئيس أفغانستان (أشرف غنى)
بشكل سرّى فى كامب ديفيد”، وكان هذا اللقاء غير المسبوق سيعقد قبل أيام من الذكرى الثامنة عشرة لإعتداءات
11 أيلول/سبتمبر 2011 التى أدت الى الغزو الأميركى لأفغانستان بهدف إسقاط نظام طالبان لإتهام الحركة بإيواء تنظيم
القاعدة، ويعد مجرد طرح إمكانية عقد مثل هذا اللقاء وجهاً لوجه تأكيداً لـ”دبلوماسية القمة” التى ينتهجها ترامب،
وكتب الرئيس الأميركى على تويتر “كانوا فى طريقهم الى الولايات المتحدة” لكن “الغيتُ الإجتماع على الفور”
، وأوضح مبرراً قراره “وضع حد لمفاوضات السلام” أن طالبان “إعترفوا للأسف بإعتداء فى كابول أسفر عن مقتل أحد
جنودنا العظماء و11 شخصاً آخر، سعياً منهم لتكثيف الضغط” ، وأضاف “أى نوع من الناس يقتلون هذا العدد من
الأشخاص من أجل تعزيز موقعهم التفاوضى؟ لم يحققوا ذلك، بل جعلوا الأمور أسوأ”، وختم “إن لم يكن بإستطاعتهم
قبول وقف إطلاق نار خلال مفاوضات السلام هذه البالغة الأهمية، وهم فى المقابل قادرون على قتل 12 شخصاً
بريئاً، فهم على الأرجح لا يملكون الوسائل للتفاوض على إتفاق مجد” متسائلاً “عن مدى كم من العقود يريدون
الإستمرار فى القتال؟” ، وكان ترامب الذى وعد بـ”وضع حد للحروب التى لا تنتهى”، أعطى الضوء الأخضر
قبل عام لعقد هذه المفاوضات المباشرة غير المسبوقة مع طالبان، مقتنعاً بضرورة سحب جنوده قبل خوضه إنتخابات
2020، من نزاع كبّد الولايات المتحدة كلفة طائلة بالأرواح والأموال.
هذا الأمر أثار مخاوفاً لدى قسم من المراقبين ومن الطبقة السياسية الأميركية من أن يوقع الرئيس “إتفاقا سيئاً”
سعياً منه لتسريع الأمور قبل خوض حملته الإنتخابية، وذلك رغم الإجماع العام على ضرورة وضع حد للنزاع، وحذر عدد
من السفراء الأميركيين السابقين فى أفغانستان فى رسالة مفتوحة من إنسحاب عسكرى تام قبل إحلال السلام فعليا فى البلاد.
وكان الإعتداء الذى وقع فى العاصمة الأفغانية يتبناها المتمردون رغم “الإتفاق المبدئى” الذى أعلن المفاوض الأميركى
زلماى خليل زاد التوصل اليه معهم خلال مفاوضات الدوحة، وعرض خليل زاد هذا الإتفاق فى مطلع الأسبوع على الرئيس غنى فى كابول.