بقلم / دكتور مينا يوحنا
وكانت للمرأة لدي قدماء المصريين منزلة كبيرة. فكانت تشارك زوجها في العمل في الحقل
. كما كانت لها مكانة كبيرة في القصر الفرعوني، فكانت ملكة تشارك في الحكم
وتربي النشأ ليخلف عرش أبيه الملك، كما كانت تشارك في المراسم الكهنوتية في المعابد.
في عهد الفراعنة في مصر كانت للمرأة حقوق لم تحصل عليها أخواتها في الحضارات السابقة، فقد وصلت للحكم
وأحاطتها الأساطير. كانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج، كما أنها شاركت في العمل
من أجل إعالة البيت المشترك. كان الفراعنة يضحون بامرأة كل عام للنيل تعبيرا عن مكانتها بينهم، إذ يضحى بالأفضل
والأجمل في سبيل الحصول على رضى الآلهة. تعددت الآلهة لدي المصريين القدماء فكان منهم الذكور والإناث،
منهن هاتور وإيزيس وموت وتفنوت، ونوت وغيرهم. وخلفوا لنا تماثيلا كثيرة تظهر فيها الزوجة متأبطة زوجها
،علامة صريحة على الوفاء والود والإخلاص. كما ورد في النصوص الدينية لهم أن الزوجة تقترن بزوجها في العالم الآخر ،
كما يبين التراث المصري القديم في وثائق عديدة. وعندما تكون أعمالهما أعمالا طيبة في حياتهما فتمنح لهم في الآخرة
حديقة يزرعونها سويا ويعيشون من ثمارها ويستمتعون بها، يساعدهم في ذلك خدم يسمون “مجيبون
”، أي المُلبّونَ للأمر. ففي تصورهم أن العمل في حديقة “الجنة” لا يقترن بالتعب والعناء، إذ يمكنهم نداء خدم مخلصين
يسمون “وجيبتي” أي المُجيبين أو المستجيبين فيساعدونهما في أعمال حياتهما الأبدية
2-المراه فى بلاد فارس والهند والصين
أما في الصين فقد ظلمت المرأة ظلما كبيرا فقد سلب الزوج
ممتلكاتها ومنع زواجها بعد وفاته، وكانت نظرة الصينيين لها
“كحيوان معتوه حقير ومهان. وفي الهند لم تكن المرأة بحال أحسن فقد كانت تحرق أو تدفن مع زوجها بعد وفاته.
وفي فارس منحها زرادشت حقوق اختيار الزوج وتملك العقارات وإدارة شؤونها المالية. كما لا زالت هذه المكانة
المتميزة موجودة عند المرأة الكردية، التي تتمتع بحريات كبيرة وتقاليد عريقة.
3-النظرة إلى المرأة لدى الديانات
المسيحية اعتبرت المرأة والرجل جسدا واحدا، لا قوامة ولا تفضيل بل مساواة تامة
في الحقوق والواجبات. وحرم الطلاق وتعدد الزوجات، واعطيت
قيما روحية أكبر. واعطيت لمؤسسة الزواج تقديسا خاصا ومساواة في الحقوق بين الطرفين.
أما في الإسلام فقد تحسنت وتعززت حقوق المرأة، وقد أعطى الإسلام المرأة حقوقها سواءً المادية كالإرث وحرية التجارة
والتصرف بأموالها إلى جانب إعفائها من النفقة حتى ولو كانت غنية أو حقوقها المعنوية بالنسبة لذاك العهد ومستوى
نظرته إلى الحريات بشكل عام وحرية المرأة بشكل خاص.
كما أعطاها حق التعلم، والتعليم، بما لا يخالف دينها، بل إن من العلم ما هو فرض عين تأثم إذا تركته.
4-المرأة اليوم
وأما في العصر الحديث فإن وضع المرأة في كل بلد تابع لسياسة هذا البلد أكثر من تبعيته لدين أهل هذا البلد بفارق كبير.
ففي البلدان الديموقراطية الغربية نجد المرأة قد حصلت على حرية تامة في كل مجالات الحياة، ففي الطفولة
تتضمن الأنظمة العلمانية الديمقراطية معاملة متساوية بين البنت والصبي وتمنع التمييز على أساس الجنس، كما تقدم
لهم الإمكانيات للتطور المتناسق والمنسجم. ومن عمر الثامنة عشر يحق للمرأة الانفصال عن اهلها، تماما مثل الشاب،
ويعتبرها القانون فردا حرا وبالغا. ويحق للمرأة العمل لإعالة نفسها وعائلتها، كما يحق لها الحصول على دعم المجتمع
وحمايته الاجتماعية. وتحصل على كل المؤهلات من دراسة وتطوير للوصول إلى نفس مستويات الإبداع عند الرجل
. وبالرغم من ذلك فما زالت هناك إحصائيات مثيرة عن العنف ضد المرأة في الغرب ففي فرنسا وحدها تموت أكثر
من 3 نساء شهرياً نتيجة لهذا العنف. مما يشير بوضوح أن الإرث التاريخي لاضطهاد المرأة لم يتخلص الغرب منه حتى الآن
. وتهتم الحركة النسوية في الغرب بقضايا مثل حق المرأة في الإجهاض وتنخرط في جدل الإجهاض الدائر في تلك المجتمعات.
أما في البلدان العربية فبالرغم من أن دساتير معظم هذه الدول تنص على الحقوق التي كفلها الإسلام للمرأة،
وأحيانا أكثر من ذلك عند البلدان التي تبنت بعض الأنظمة العلمانية، كمنع تعدد الزوجات في تونس بموجب
مجلة الأحوال الشخصية. فلا زال وضع المرأة مماثلا لوضعه التاريخي المتخاذل خلال العصور السابقة، بسبب الموروث
الثقافي المهين عن المرأة وبسبب التمييز القانوني والفيزيائي بالرغم من المطالبات بتعديل القوانين التي تنتهك
حقوق المرأة كقوانين جرائم الشرف. كما تشير الإحصائيات إلى أن معدلات العنف ضد المرأة في البلدان
ذات التشريع الإسلامي، مثل السعودية، لا تقل عن مستوياتها في البلدان الأخرى.
5-حقوق المرأة
حقوق المرأة هو ذلك الإسم الذى يشتمل على كافة الحقوق الإجتماعية و الإقتصادية و الساسية والقانونية
التى تمتلكها النساء بشكل مساو مع الرجال.[29] اكتسب مفهوم حقوق المرأة أهمية خاصه في القرن 19.ويقوم
عدد كبير من المؤسسات والمنظمات المختلفة في جميع أنحاء العالم بعمل دراسات من أجل القضاء على كافة المشاكل
وأشكال التمييزالتى تواجهها النساء.وعلى رأس المشاكل التى تواجهها النساء ما سنسرده على النحو التالى:
التفرقة العنصريه الموجهة ضد النساء في الحياة العملية والدراسيه.
ترك النساء في جميع أنحاء العالم كخطة ثانية أو حرمانهم من حق التعليم والتعلم.
قيام كثير من الدول بالتفرقة بين النساء و الرجال في إطار التنظيم القانونى.وبالأخص التى تطبق التمييز العنصرى
بين النساء في حقوق الميراث و ترتيبات الحقوق المدنية.
الإعتراف بحقوق النساء و إختيار الزوج و الزواج والطلاق و الحقوق المدنية الأساسية الأخرى في كثير من المناطق بالعالم.
لم يتم التخلص حتى الأن في الدول الحديثة من العنف الجسدى و الإضطهاد النفسى ضد المرأة بشكل كامل.
6-العنف ضد المرأة
تتعرض إمرأة من كل ثلاث نساء في العالم للعنف مرة واحدة على الأقل في المنزل طوال حياتهم.مصدر هذا العنف عادة
ما يكون بسبب الزوج أو الحبيب. معدل العنف ضد المرأة في تركيا مرتفع للغاية مقارنة بالدول المتقدمة
.يزداد معدل النساء الذين يتعرضون للعنف و بخاصة في الضواحى-المناطق النائية-
حتى يصل إلى 97%.[34] وأمام تعرض المرأة للعنف فلن يكون كعائق إقتصادى أو ثقافى.تتعرض النساء بغض النظر
عن مستواياتها الثقافية لعنف بدنى وجنسى و تحرش وبغاء قسرى و زواج جبرى و جرائم شرف و عمل إجبارى
وقيود تعليمية و ما إلى ذلك الغديد والعديد من أنواع العنف.و في الدراسة
التى أجريت في تركيا يظهر ان النساء الذين يتعرضون لعنف منزلى يمثلون 49,9%.[35]
7-ملخص إعلان حقوق المرأة والمواطنين
ماده1:تولد المرأة حره وتتساوى من حيث الحقوق مع الرجال.
ماده2:كل أهداف المنطمة السياسية حماية حقوق المرأة و الرجل و تعارض هذه الحقوق للضغط و خاصة للحرية و التملك و الأمن.
ماده3:أساس قوة كل دولة الإعتماد على وحدة الرجال والنساء و كذلك وجودهم داخل البلاد.
ماده4:تتشكل الحرية و العدالة من إدعاء كل شئ و الخاص بقيمته.و بالتالى فلا تقتصر حدود التطبيق لحقوق الرجال
بشكل معارض دائم للظلم.ويجب أن تَنظم الحدود في إطار من العقل و الحكمة.
ماده5:تحظر قوانين العقل و الحكمة كافة أنواع المعاملات التى ربما تضر من أجل
المجتمع,ولايمكن منع أى شئ تحظره القوانين السماوية و التى تسمح بهذه القوانين.
ماده6:يجب أن تكون عبارة الإراده قانون عام.وينبغى أن يساهم كافة المواطنين من الرجال والنساء بتشكيل القانون
بالوسائل الفردية أو الشخصية.ويجب أن يكون جميع النساء والرجال متساويين أمام القانون.ويجب على كل رتبة القبول بالمساواهالمتعلقه بالموقع و الرسميات.
ماده7:لن يكون هناك أى مرأة خارج إطار هذا القانون.و ستتهم وستعتقل وستحبس المرأة أمام القانون
في أوضاع محددة.وستصبح النساء والرجال أيضا المرتبطة بهذه القوانين التى تمثل أحكامها بشكل قاطع.
ماده8:يجب أن تتخذ العقوبة اللازمة والواضحة و المطلقة بالقانون فقط.
ماده9:تطبق العقوبات القانونية على كل النساء المذنبات.
ماده10:لن تتم دعوى بسبب القناعة حتى ولو كانت سياسه عامه.وستعاقب المرأة أيضا بالذهاب إلى حبل المشنقة
.وبالقدر ذاته من حق المرأة أن تتولى المناصب العليا.
ماده11:واحدة من المواد الأكثر أهمية لحقوق المرأة حرية التعبير
عن الأراء و الأفكار لأن هذه الحرية تكفل الإرتباطات الأبوية المتمثلة مع أبناء الأباء.وبالتالى يمكن أن تقول كل النساء
”أنا أم الطفل الذى ينتمى لنا”دون المساس البربرى الذى يصعب أن تخفيه الحقائق.
ماده12:يكشف ضمان حقوق النساء و المواطنين فائدة كبيرة جدا.ولايجب أن يكون هذا التأكيد حكرا للأشخاص
التى تعترف بهذه الحقوق,ويجب أن تخدم مصلحة الجميع.
ماده13:مساهمات النساء و الرجال من أجل نفقات الدولة و المصروفات الإدارية متساويه.تساهم النساء في كافة
الأعمال المطلوبة و المتعبة,ولهذا السبب تشارك أيضا في المهم والوظائف و الكرامة.
ماده14:يلزم على الرجال والنساء الضرائب الوسائل القانونية ذاتها و الممثلة وكذلك يمتلكون الحق بتقرير ما يكون
.المواطنات النساء ليست في الوجود فقط و إنما في الوقت ذاته في المؤسسات الرسمية و تحصيل الضرائب
و يقبلون بذلك عندما يشاركون بشكل مساو لعملية تحديد المدة و استخدام هذه الأشياء.
ماده15:النساء التى تمثل مع الرجال في دفع الضرائب لديهم الحق بالحصول على معلومات متعلقة بالأعمال المالية من أى موظف رسمى في الدولة.
ماده16:إن الحقوق الغير مضمونة والفصل القوى الذى لم يحدد ليس دستور المجتمع.إذا لم يشارك غالبية الأفراد
الذين يشكلون الدول في صياغة القانون,فإنه بذلك لن يكون قانونى وغير مجدى.
ماده17:خاصية التملك بشكل مجموع أو منفصل هى حق لكلا الجنسين.ولايجوز أن يحرم أحد من الميراث في البلاد.
واخيرآ اريد ان اقول لا فرق بين الرجل او المراه الا بلعمل وهذا هو مفهوم المساواه