إذا بليتم فاستتروا .
كانت هذه الجملة تتكرر على مسامعنا منذ نعومة اظافرنا ..
وكنا نعلم أنها تعنى عدم التصريح أو التباهى بما لا يرضى الله .
فالجميع بشر ، والبشر خطاؤن وخير الخطائين التوابون ..
ولكن كان الخطاء فى الغالب مستورا بالحياء ، والناس لا تتقبل التبجح على الله .
والله سبحانه وتعالى لا يغفر للمجاهرين بالمعصية لكى لا تنتشر الفواحش بين الناس .
وتمر الأيام وتتوالى السنين ..
ولو تأملنا اليوم ، لوجدنا جيل يتباها بكل ما هو مخجل .. ويخجل ويتعمد إخفاء كل ما هو مشرف .
فمثلا الشاب المهذب الخجول يتعمد أن يخفى هذه الصفات الحميدة ليستبدلها بصوت عالى والفاظ نابية لكى يتعامل
بها مع الأصدقاء حتى لا يصفوه بالفافى أو البنوتة ويسخروا منه ..
وهكذا البنت المحترمة المهذبة العفيفة تحاول أن تبدو على عكس طبيعتها ،
أكثر جرأة وتحرر ، لكى لا يصفوها المتحررات بالرجعية أو المتخلفة .
واذا حرص الشاب أو الشابة المتدينة من غير الجماعات الدينية على الصلاة فى موعدها يسمع وتسمع تعليقات
وسخافات من غير المصلين . . ادعيلنا ياشيخ فلان .. والنبى ابقى خدنا على جناحك ..
وطبعا للفتاة ، هتعمليلنا فيها رابعة العدوية ؟ ماتبقى تصلى فى بيتكم .
فى حين يتباهى هؤلاء بسرد المغامرات والرحلات لبعض الأماكن الساحلية والتى أصبحت بؤرة عفن وفساد ،
يشاهد فيها كل ألوان الفجور ولا حسيب ولا رقيب ولا شرطة آداب ولا غيره .. وبسرعة البرق يشيروا الصور على الانستجرام
والفيديوهات الفاضحة مع الراقصات وغير الراقصات الأكثر عريا وبجحا من الراقصات على الفيسبوك واليوتيوب .
وإن كانت هناك شواطئ هادئة وراقية تناسب العائلات ، تجدهم يتحدثون
عنها وكأنها أماكن للكآبة ، فقد اصبح الفجور بكل ألوانه فى هذا العصر العجيب عنوانا للمرح .
هذا بالإضافة إلى الأماكن العامة والحفلات الموسيقية والتى أصبح يشاهد فيها أطفال لاتتجاوز أعمارهم خمسة عشر عاما
يشربون الخمر والسجائر الملوثة ويتراقصون بخلاعة وبكل بجح وأمام الجميع ويعتبرون مايفعلون مجالا للفخر وتقليدا للغرب المتحضر ،
الغرب الذى يمنع بقوة القانون مادون الثامنة عشر من هذه الممارسات ويحاسب ويعاقب أولياء أمورهم ومن قدموا لهم
هذه المشروبات لكننا دائما نتفوق على الجميع .
كما نجد فى السنيما والدراما بوجه عام والمهرجانات والحفلات بوجه خاص سباق فى الإنحطاط والعرى المستفز
تتصدره الفنانات المصريات والعربيات ، وتبدوا أمامهم الأوروبيات غاية فى الحشمة والوقار ..
هذا بالإضافة إلى فساد الأخلاق والضمائر فى الشوارع والمصالح الحكومية من طلب الرشوة ببجح وبطرق ملتوية أمام
ووراء كل مصلحة ، والنصب الممنهج من قبل سواقين تاكسى بلا عداد ،
وبلطجية الأرصفة والشحاتين والبائعين ،، وغيرهم وغيرهم ..
كل ما يخالف القيم والفضيلة والدين أى دين أصبح ينتهك فى عين الجميع باسم العولمة ، الحرية ، الديمقراطية
، الاقتصاد الحر ، الرأسمالية ، التقليد الأعمى ، الفساد الممنهج ،، قل ما تشاء ،،
ولم يعد هناك ما نستره فى الواقع أو فى السينما سوى ما هو راق وجميل وأصل بلادنا وطبيعتنا وحضارتنا .
وأعود مرة أخرى للمقولة التى مازالت فى عقلى وضميرى تتردد كل حين ولم أعد أدرى كم من البلاوى نحتاج الى ستره .
فيا أبناء مصر العظيمة ،،
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..
أرجوكم .. اتوسل اليكم
اذا بليتم فاستتروا .