كتب /أيمن بحر
إختتمت قمة السبع بجنوب فرنسا، وسيطرت عليها قرارات الرئيس ترامب غير المعتادة تجاه أيران حيث قال”
يحمل مشاعر طيبة تجاهها وتبادل حسن النية، وإستعداده للقاء الرئيس الإيرانى حسن روحانى”، وكان قد سبق ذلك
زيارة مفاجئة لمحمد جواد ظريف لقمة السبع، وقد واجهت القمة التى إنعقدت فى بياريتز جنوب غرب فرنسا مواقف
دبلوماسية ومأخرى محرجة وتبادل القبلات بين القادة خفف التوتر العالمى،
وترامب منذ توليه الرئاسة لم يزر المانيا ولكنه قال” سازور المانيا التى تجرى فى عروقى” .
قمة السبع.. وحدة نادرة منذ إنتخاب ترامب و”حضور إيرانى”
أظهر قادة مجموعة السبع وحدة نادرة فيما بينهم منذ إنتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، فقد نجح الرئيس الفرنسى
ماكرون فى تأمين جو توافقى عبر قيامه بمبادرات عدّة، توّجها “بضربة” دبلوماسية فى ملف إيران، فكيف تم له ذلك؟
أبدى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى قمة مجموعة السبع التى إستضافتها فرنسا ميلاً تصالحياً بشأن عدد من نقاط الخلاف
تتضمن الملف التجارى وإيران، وشكل ذلك نهجاً معاكساً لما حدث فى ختام قمة كندا عام 2018 حين تعامل الرئيس
الأميركى بفظاظة مع رئيس وزراء البلد المضيف جاستن ترودو ورفض توقيع البيان الختامى.
وأشاد ترامب
بـ”يومين ونصف يوم من وحدة الصف العظيمة” بين قادة الدول الصناعية السبع الكبرى (فرنسا والمانيا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة وكندا واليابان).
وبعيداً عن إنفعالاته المعتادة، أعلن ترامب أنه على إستعداد للقاء الرئيس الإيرانى حسن روحانى، بعد محادثات
مكثفة حول هذا الموضوع فى القمة، تخللتها زيارة مفاجئة لوزير الخارجية الإيرانى ظريف الى بياريتس مكان إنعقاد القمة
، وقال فى السياق ذاته “إذا كانت الظروف مناسبة، فسأوافق بالتأكيد” على اللقاء، فيما كان يقف الى جانبه ماكرون
الذى عمل بنشاط لعدة أسابيع من أجل هذا السيناريو، وتابع أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد “فى الأسابيع المقبلة”.
من جانبه نجح الرئيس الفرنسى ماكرون فى تأمين جو توافقى عبر قيامه بمبادرات عدّة، توّجها بضربة دبلوماسية
فى ملف إيران، كما أكد ماكرون أن “تبادلاتنا بعثنا فى الحقيقة برسالة حول وحدة الصف”، وبدت زيارة ظريف لمقر
القمة بمثابة إنعطافة فى هذا الملف بعدما وقف الخليج على حافة الإنفجار خلال الصيف.
ورحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بهذه التطورات، ووصفت ما جرى بأنّه “خطوة كبرى الى الأمام”،
وأشارت الى وجود “أجواء حالياً تتيح إجراء محادثات” فى إشارة للملف الإير انى، لافتة الى أنّ كل ذلك تمّ “بالتنسيق مع الولايات المتحدة، وهذا أمر مهم”.
كما طرح ماكرون، فكرة مشاركة المانيا فى القمة المحتملة بشأن إيران، قائلا إنه من غير الواضح ما إذا كانت (القمة)
ستجمع قوتين، أى أمريكا وإيران، فقط، أم عدة أطراف، وقال إنه فى حالة تشكيل دائرة كبيرة من الدول التى
ستحضرها فمن الممكن أن تشارك فيها، على سبيل المثال، الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، كروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، بالإضافة الى ألمانيا.
والنقطة الخلافية الوحيدة فى قمة السبع كانت إعلان ترامب إحتمال دعوة الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لحضور القمة
المقبلة للمجموعة عام 2020 فى الولايات المتحدة، بيد أن ماكرون قال إن زعماء مجموعة السبع لم يتوصلوا لإجماع بشأن
دعوة روسيا لقمتهم العام المقبل، وأضاف أن المستشارة ميركل سترتب لعقد قمة فى الأسابيع المقبلة
مع زعيمى روسيا وأوكرانيا للتوصل لنتائج فيما يتعلق بالأزمة فى أوكرانيا.
وعلى صعيد ملف البيئة الذى إعتاد ترامب التغيّب عن جلساته، تعهدت قمة السبع تقديم مساعدة طارئة من عشرين مليون دولار
لإرسال طائرات متخصصة لمكافحة حرائق غابات الأمازون، كما إتفقت الدول السبع على خطة دعم متوسطة
المدى لإعادة تشجير الغابات، على أن تقدّم بصيغتها النهائية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نهاية أيلول/سبتمبر.