كتبت هدي العيسوي
تعتمد الشائعات على قاعدة أساسية تقول ” إن البعض مستعدون لتصديق الكذب مهما اتضح زيفه إذا ما صادف هواهم
وتكذيب الصدق مهما بلغ وضوحه إذا ما خالف هواهم ” ..الشائعة خبر كاذب يحتوي على معلومات مضللة بهدف التأثير
في الآخرين وتتجاوز المنطق .. وكلنا نعرف كيف استخدمت وراجت خلال الحرب العالمية الثانية .. ومع التقدم التكنولوجي
تنتشر الشائعات بسرعة فائقة من خلال بعض المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي التي لا تتطلب مجهودا للنشر
فقط دقائق معدودة وينتشر الخبر كالنار في الهشيم على كل الأصعدة ..
وبات على المجتمع التصدي للشائعات وتحطيمها و القضاء عليها بالمعلومات الحقيقية ..
مؤخرا ظهرت على السطح شائعة اعتداء الإعلامي والفنان تامر شلتوت على طفل يتيم !! .. لتقوم الدنيا ولا تقعد ..
إعلامي وفنان مرهف الحس يعتدي على طفل يتيم .. أي قلب يحمله بين جوانبه .. بالطبع من يرتكب ذلك الجرم ويحمل
تلك القسوة لا يستحق منا أي تعاطف .. ولكن علينا أن نتبين الحقائق !
منذ ثلاثة أشهر قرر تامر شلتوت ووالده ووالدته أن يتاجروا مع الله بتحمل مسئولية كفالة طفل يتيم الاب و الأم
.. وبعد معاناه ودعم من وزاره التضامن و جمعيه الأورمان وفق شلتوت في كفالة الطفل ..سعى بكل ما أوتي
من قوة لإسعاده وأن يعوضه و يوفر له حياة ثانية كريمة .. كل ما يملك تامر شلتوت و أسرته هو ملك لهذا الطفل ومسخر لراحته وسعادته .
. من مدارس وترفيه وإقامة ومصايف .. لو طلب الطفل ” لبن العصفور” فإن تامر عليه الاستجابة، ولم لا أليس الآن هو ابنه ..
ما يحرك تامر فيما يقدمه للطفل ليس تقول من أحد لأنه في الأصل لم يجبره أحد على كفالته ولم يتاجر بها إعلاميا.
. ما يحركه هو العاطفة وإخلاص نيته لله سبحانه وتعالى
لنعود إلى نقطة البداية .. أليس من حق ” تامر ” تربية الطفل على القيم التي تربى عليها وتهذيبه .. كلا ليس حقا وإنما هو
واجب على تامر شلتوت تربيته و تهذيبه بل و تعنيفه إذا تمادى في الخطأ .. وانطلاقا من عاطفة الأبوة التي تتمنى للابن
أن يكون أفضل من الأب نفسه ..أمر طبيعي أن يكون الطفل قد اكتسب بعض الصفات وأمر طبيعي أن يقوم من تكفله بتربيته
وتعليمه تارة بالثواب و أخرى بالعقاب .. وليس العقاب بالضرب المبرح وإنما التهذيب والتعليم .. المعاملة كأي رب أسرة .
هل يعقل أن من سعى وتعب وذاق الأمرين لكفالة الطفل هو من يعمل على الإساءة له.. مثل كل أب يحاول
ان يقومه و يتابع مع خبير تربوي وطبيب نفسي وهذا ليس من أجل ” شو إعلامي ” لأنه لم يخبر أحدا من قبل بموضوع
الكفالة وإنما لأنه مسؤول عنه أمام الله سبحانه وتعالى .. ما يريده تامر شلتوت
أن يبني رجلا نافعا صالحا ينفع نفسه وينفع مجتمعه .. وما تريده الشائعات أن تبث سمومها وأكاذيبها وأن يظهر صاحب
القلب الطيب في صورة شيطان لا يعرف الرحمة .. ” حاربوا الشائعات التي يروجها أصحاب الهوى وذوى النفوس الضعيفة ..
وارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ” .