كلام في الصميم ..
الحمل والذئب .
ما بين الخير والشر خيط شفاف يُحَسّ ، ولا يُرى.
وفي داخل كل واحد منّا بذور الخير، وبذور الشر، أو يمكننا القول
هناك الحمل الوديع الذي يمثل الخير والآخر الذئب المخادع الذي يمثل الشر.
من يراقب عن كثب ما يدور على خشبة مسرح حياتنا اليومية بانتظار الصفقة المدوية التي تخفي صوت الآه مهما كانت
صارخة وجارحة، من يراقب إسدال الستارة ، تعود به الذاكرة إلى مقولة ” إن لم تكن ذئباً ، أكلتك الذئاب “.
وللأسف أقول كم شوهت هذه المقولة الكثير من القيم والأخلاق والمشاعر والأحاسيس، التي طغت حتى على شريعة الغاب،
فالذئب لا يأكل ذئباً ، ولكن البشر فقد اكتسى جلود بعضها بجلد الذئاب في الشر والأذية … فالحمل الوديع الذي يمثل ثمرة الخير،بينما نرى الذئب الذي يمثل أشواك الشر.
تلك الإشكالية ما بين الحمل والذئب، والصراع ما بين الشر والخير ، يحدده الضمير الحي او الضمير الغائب
،وليس الدين فقط . الضمير والتربية والنشأة السليمة …فمن تربي على القيم والمبادئء ستظل الوازع لكل أفعاله ….
فإن أطعمت الحمل يتجسد عمل الخير في أفعالك التي تسابق أقوالك، وإن أطعمت الذئب يتجسد عمل الشر في أفعالك التي تخالف أقوالك.
إذا أنت وحدك من تقرر من تكون …ليس المقصد بأن تقرر ان تكون حملا أم ذئبا ولكن المقصود انت وحدك من ستزرع
البذرة وتسقيها لتصبح شجرة ….فهل ستنبت هذه النبتة لتصبح شجرة طيبة أم ستسقي نبتة لتصبح شجرة خبيثة …
همسة …
القيم هي البوصلة التي تحدد اتجاه كل واحد منا.