يا وزير التعليم
لماذا تسبقنا السعودية في هذا الإطار؟
وجه المهندس محمود الجارحي ” رئيس لجنة التنمية المجتمعية بحزب مستقبل وطن “
سؤالا هاما منطقيا للسيد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي بخصوص وضع وصف دقيق للدولة العثمانية في منهج التاريخ والذي ندرسه لاولادنا في مراخل دراسية مختلفة
وقال الجارحي: لقد قامت المملكة العربية السعودية بعمل تعديلات جديدة في المناهج الدراسية تتعلق بنشأة الدولة العثمانية
وتصفها بأنها “غازية” بعد أن كانت تطلق عليها دولة “الخلافة العثمانية”.
“دولة غازية”
وتظهر صور متداولة من المناهج المعدلة كيف “شن القائد العثماني مصطفى بك حربا على الدولة السعودية الأولى وحرض عليها القبائل في معركة تربة التي انتهت بخسارة العثمانيين أمام قوات السعوديين”.
وتحدثت تلك المناهج عن “تعذيب العثمانيين لأئمة الدولة السعودية الأولى وتهجير سكان المدينة ومنطقة الأحساء”.
بالإضافة لذلك، سلطت التغييرات الجديدة الضوء على الحضارات والممالك التي تأسست في شبه الجزيرة العربية، قبل ظهور الإسلام.
ورغم أن تلك التعديلات لم يعلن عنها رسميا حتى الآن، إلا أنها حظيت بتفاعل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد احتفى نشطاء وكتاب سعوديون بالمناهج المعدلة قائلين إنها “فضحت بشاعة المجازر التي قامت بها الدولة العثمانية بحق العرب”.
وشارك الأمير سطام بن خالد آل سعود المحتفين بالمناهج الجديدة فرحتهم، إذ غرد قائلا: “المناهج الجديدة
تضع الأمور في نصابها الصحيح بالحديث عن تاريخنا وكشف الوجه الحقيقي للدولة العثمانية المغولية التي كانت توصف
بأنها خلافة مع أنها حاربت أجدادنا والدعوة فهذا الأمر يفرح كل مواطن ونشكر وزارة التعليم والدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم على هذا العمل”.
من جانب آخر، رأى مغردون في التغيرات الأخيرة “بداية مرحلة جديدة تنهي إرث الإخوان وتيار الصحوة اللذين سيطرا على قطاع التعليم في السعودية على مدى العقود الماضية”.
ويأتي هذا الحديث متسقا مع تصريح لوزير التعليم السعودي السابق أحمد العيسى، إذ أكد أن الوزارة تسعى إلى
“تنقيح المناهج من أي تأثير لجماعة الإخوان المسلمين وتيار الصحوة”.
كما سبق أن اتهم ولي العهد السعودي بن سلمان جماعة الإخوان “بنشر الأفكار المتطرفة في المملكة إبان لجوء العديد من نشطائها
إليها في ستينات القرن الماضي”، هربا من ملاحقات النظام المصري آنذاك.
وتحت هاشتاغ #المناهج_الجديدة، كتبت غادة العيدي الناشطة والمختصة في القانون: “قالها ولي العهد #محمد_بن_سلمان سابقاً
واليوم ينفذ ما قاله “لا توجد دولة تقبل أن يكون نظامها التعليمي مخترقاً من جماعة راديكالية مثل الإخوان المسلمين”
. سعيدة بهذا الخبر، ومن حق الأجيال القادمة أن تتعلم تعليما (صادقا) نظيفا”.
أبعاد سياسية
واتخذ النقاش منحى آخر بعد أن تساءل مغردون عن المناهج العلمية التي اتبعها القائمون على تعديل الكتب التاريخية الدراسية.
وأضافوا أن الأحداث التاريخية “يجب أن تكون مقرونة بأدلة دامغة للتثبت من صحتها، بعيدا عن الأهواء الشخصية
والانتماءات العرقية والسياسية”.
في حين استدل آخرون بمراجع تاريخية وصفوها بالمحايدة
للتأكيد على صحة ما جاءت بها التعديلات الأخيرة على المناهج التعليم لكنهم عددوا في ذات الوقت مناقب الدولة العثمانية قائلين إنها مرت بمراحل مختلفة كباقي الدول والحضارات.
في حين دون المغرد “فهد”: “لم كل هذا الجدل؟ فالعثمانييون ليسوا سوى غزاة احتلوا بلاد العرب أربعة قرون، مثلهم مثل المستعمر الفرنسي والبريطاني”.
واخيرا تسآل الجارحي: هل سنحاول أن نلحق بالمملكة العربية السعودية ونضع وصفا العثمانيين ابان اختلالهملمصر بأنهم ” غزاة ؟”
سؤال ننتظر إجابته في الأيام القليلة القادمة من وزير التربية والتعليم والمسئولين عن تطوير ومراجعة المناهج الدراسية المصرية