كتب /أيمن بحر
الخبير الامني اللواء رضا يعقوب تمكنت قوات النظام السورية من تطويق نقطة المراقبة السورية ببلدة بورك الواقعة
جنوب محافظة إدلب، بذلك دمشق تحاصر جنوداً أتراك، مثبتة تفوقها على المعارضة والفصائل الجهادية، تطورات
قابلتها أنقرة بتحركات سياسية على أكثر من صعيد، فقد تحدث الإعلام التركى بأن أردوجان سيتحدث مع ترامب بشأن
التطورات بإدلب السورية، وسيزور موسكو لمقابلة بوتين بعد ساعات من إجراء محادثة هاتفية بينهما، حيث أبلغه
أردوجان أن القوات السورية المدعومة من روسيا تسبب أزمة إنسانية، ويهدد الأمن الأمن القومى التركى، كل ذلك
يتم قبل قمة مرتقبة بأنقرة تجمع بوتين وروحانى وأردوجان لمناقشة تطورات الوضع السورى.
الواقع
بإدلب معارك متسارعة بريفها ومحيطه، بدعم روسى تحقق قوات الحكومة تقدماً ملحوظاً براً وجواً حسب المرصد السورى
لحقوق الإنسان، حيث تمكنت من إستعادة خان شيخون ذات الأهمية الإستراتيجية بريف إدلب، كما بسطت
سيطرتها على عدة مواقع تحيط بالمدينة، وسيطرت على جزء من الأراضى شمال غرب سوريا وطوقت المعارضين،
وإستعادة ستة بلدان بريف حماه حيث كانت تسيطر عليها المعارضة منذ عام 2010 ،تم محاصرة نقطة المراقبة
التركية الواقعة فى موريك ووضع الأتراك المتمركزين بها فى مرمى النظام السورى، وهذه تعد أكبر نقطة مراقبة تركية
فى المنطقة، وهى واحدة من إثنتى عشر نقطة مراقبة أقامتها أنقرة بموجب إتفاقية مع روسيا بهدف خفض التصعيد
بإدلب، وتعد بداية مواجهة بين النظام السورى وتركيا على الأرض.
مسار هذا الوضع الراهن بإدلب يثبت تباعد التوافق التركى الروسى، والإعلام الروسى يدلى ببيانات محاصرة
النظام السورى للقوات التركية بجنوب إدلب، وتبقى هذه البيانات أمام الشاشات المتلفزة فترة زمن، لكن الإعلام الروسى
لا يتحدث عن المساعدات الروسية لدمشق براً وبحراً، وبذلك تبحث عن المواجهة بين أنقرة ودمشق، ولا تتوقع روسيا
إشتباك بنقط المراقبة التى نشأت بموجب إتفاق ثلاثى روسى إيرانى تركى وبالتنسيق مع النظام السورى، لكن روسيا توافق
على تحرير سوريا لأراضيها، ومنع نشاط القوة الإرهابية، بالإضافة الى نزع السلاح الثقيل والمتوسط وقد التزمت
تركيا بذلك، لايوجد جيش تركى بهذه المنطقة وتوجد مقاتلات وفصائل مسلحة ونقط مراقبة فقط.
تركيا شعرت
بهروب روسيا من إتفاقاتها السابقة معها، لذلك تتوجه تركيا الى إجراء حوارات مع أمريكا على حساب القوة الإقليمية
بالمنطقة، إن كل طرف فى هذا النزاع يتحدث عن أولوياته فقط بشكل مختلف ومغاير عن الآخر دون النظر
الى أصحاب الأرض، لكن الهدف التركى يطلب إنسحاب القوات السورية النظامية للأراضى التى دخلت اليها والعودة
الى إتفاقيات سوتشى والأستانة، وتنفيذ إتفاقية مناطق خفض التوتر والتصعيد، لكن تركيا لاتحترم اليادة
السورية على أراضيها، وتفقد أوراقها على الارض، يثبت ذلك الأسلوب التركى بالمنطقة وتتخذ الولايات المتحدة
كبدائل لحل حصارها على الرغم من إنسحاب القيادة الأمريكية فى الوقت الراهن من هذه المشكلة، ويتطلب طرح مواقف سياسية بسوريا.
الأمم المتحدة التصعيد فى أدلب وشمال حماه تسبب فى مقتل تسعمائة مدنى، وأكثر من أربعمائة الف شخص نزحوا من هذه المنطقة.