الفن والسينما
للأسف أصبحت الكثير من الأعمال الفنية مسفة وهابطة، وأصبح السب والألفاظ الخادشة للحياء وأعمال البلطجة
ومشاهد الإغراء جزء أساسي في الكثير منها، وبمقارنة تلك الأفلام بما كان ينتج قديما نجد فرق شاسع فالفن قديما كان
رسالة سامية وذلك يتجسد في أعمال يوسف بك وهبي ورشدي أباظة وعمر الشريف وفاتن حمامة ومحمود ياسين وغيرهم
من الممثلين فالرومانسية كانت تعرض بمنتهي الرقي والأمان إنما الآن أصبحت الرومانسية في بعض الأعمال السينمائية
عري وإغراء فقط والرجولة والشهامة أصبحت بلطجة، وانقلبت الموازين وكأن بعض الأفلام تستخف بعقول الجماهير.
رقي الفن يكمن في رسالته الهادفة التي يحملها ويسعى لإيصالها للمتلقي وذلك ينطبق أيضا علي الكوميديا، فالأعمال الكوميدية
لا يجوز أن تكون لتسلية المشاهد فقط بل يجب أن تحمل أيضا رسالة بداخلها فالفن والسينما كالمدرسة التي تُعلم الناس
وتوعيهم، لذلك لا يجب أن يحتوي الفيلم علي ألفاظ خارجة أو تلميحات باعتبار ذلك كوميديا، أو مشاهد جنسية باعتبار
ذلك جزء من الرومانسية والحب فالحقيقة أن ذلك يعتبر إسفاف ليس أكثر والرقابة يجب أن يكون لها دور فعال في تلك
القضية وأن تمنع تلك الأفلام التي تخدش حياء المشاهدين بلفظ مسيء أو تلميح جارح.
والأطفال أيضا من المشاهدين وهم أكثر عرضة لاقتباس السلوكيات الخاطئة من شاشات السينما والتلفزيون،
فكثيرا ما أجد أطفال في الشوارع لم يتجاوزوا سن العاشرة عام يسبوا بعضهم بأقذر الألفاظ ويرددوا عبارات
بعض الممثلين التي تدل علي الإسفاف أو البلطجة، فالمعروف أن الممثل قدوة لذلك يقتبس منه الأطفال الكثير من
الحركات والمقولات، وهو ما يتوجب معه أن يكون جدير بهذا وأن يتحلي بصفة الأب والمعلم.
السينما الهابطة والخادشة للحياء عدو لنا جمعيا لذلك لا يجب أن نشاهد أفلام غير ملتزمة بالأخلاقيات العامة،
والمبادئ ويجب أن نمنع أطفالنا من مشاهدة أي فيلم به إسفاف.
بالطبع يجب أن يتم عرض الحريات علي الشاشة لكن بأسلوب لائق، والسينما تستطيع تقديم مجموعة من الأفلام القوية
التي تناقش قضايا الوطن، فليس من الداعي نشر الأعمال الهابطة، فأجدادنا أقاموا الحضارة وعمروا الأرض لذلك يجب أن نسير علي خطاهم.
الفن والسينما يتم استخدامهم لبناء الأمم ويتم استخدامهم أيضا لهدمها لذلك نرجو الممثلين والمنتجين
والمخرجين أن ينتبهوا إلى ذلك الأمر وأن يقدموا مصر في صورة مشرفة للعالم دائما وأن يراعوا الله في أطفالنا.