كتب /أيمن بحر
اللواء رضا يعقوب المحلل الاستراتيجي والخبير الامني دفع ذلك الدولتين الى التجرد من إتفاقية سباق التسلح الجديد،
هذا الصاروخ يعد أول إخلال عملى بمعاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة التى تجمع واشنطون وموسكو حتى الثانى من أغسطس 2019.
روسيا تقول “إن أمريكا بدأت سباق تسلح دولى” وما أثر ذلك على روسيا والصين وأوروبا؟، من يضمن بقاء إستخدام
الصواريخ وتجاربها فى نطاق الحدود المقبولة دوليا؟، هل تجنح أوروبا ودول العالم نحو روسيا للإنقاذ؟، إن التجربة
الأمريكية للصاروخ كروز أثارت العالم لمزيد من التوتر العسكرى، وقد نشر البنتاجون تلك التجربة وقال” إن الجيش الأمريكى
إختبر صاروخاً متوسط المدى كان محظوراً منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأن التجربة تمت على صاروخ أرض أرض العابر
توما هوك نجح فى قطع مسافة 500 كيلو متراً وأصاب هدفه بدقة عالية وجرت التجربة بجزيرة سان نيوكلاس بولاية كاليفورنيا”.
إطلاق الصاروخ يأتى بعد أسابيع من إنسحاب الرئيس ترامب من معاهدة الحد من الأسلحة النووية المتوسطة
المدى الموقعة عام 1978 والتى إنسحبت منها موسكو أيضاً بعد تبادل الإتهامات بين الطرفين دام طويلاً.
رد روسى بأسلوب سريع وإستنكارى وبالتنديد على تجربة الصاروخ الأمريكى، إتهمت موسكو واشنطن بإذكاء
روح التوتر العسكرى، وقال ديميترى بيسكوف المتحدث بإسم الكريملين ” الأمريكيون يتحضرون لذلك منذ البداية
ومن المستحيل تنفيذ تجرية مماثلة خلال أسابيع أو أشهر” وفى أواخر فبراير بوتين قد أمر بتطوير صواريخ
روسية جديدة، وهدد بنشر أسلحة جديدة لن تقهر على حد قوله، الصين كذلك إستنكرت تلك التجربة، وقال غينغ شوانغ
المتحدث بإسم الخارجية الصينية “أن التجربة سيكون لها تأثير سلبى خطيرعلى الوضع الأمنى الدولى والإقليمى”.
إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى الى تحقيق تفوق عسكرى أحادى الجانب، هل نحن أمام سباق تسلح جديد بين
القوى الكبرى؟، لابد أن ننظر الى هذا الوضع المصاب بإزمة دولية بسبب تراشق دبلوماسى أمريكى روسى والإنسحاب
من الإتفاقية وأن الدولتين لديهما مصالح خاصة لا ترتبط بالسلم الدولى لكن علاقتها بالوضع الحالى، وأمريكا
تنظر الى منظومة إحتياج تحديث العتاد العسكرى بعد إنتهاء الحرب الباردة، وأن ذلك له علاقة بمواجهة الإرهاب الدولى
على حد الأسلوب الأمريكى، هذا أدى من وجهة النظر العسكرية الأمريكية الى بعض التراجع فى الجهود بالجاهزية
العسكرية للتحدث عن وسائل إستراتيجية إن إتفاقية ستار المحدده لنهاية 2021 قد لاتجددها أمريكا، وأمريكا
تقدر تفوقها العسكرى على العالم، وتحافظ على التفوق النوعى، لذلك التفوق العسكرى يسبق التشنجات السياسية
، أمام صراع دولى ونزاعات عميقة وتعدد أقطاب ولابد من التفرقة بين الشفافية والدعائية، الولايات المتحدة الأمريكية
تنظر الى قوة روسيا من جهة رئيسها فقط وليس مؤسساتها، بينما قوة أمريكا من منطلق مؤسساتها وليس
رئيسها، بالنظر الى الجيوسياسية الأوروبية خرجت من عبائة أمريكا وتتجه الى روسيا ولكن دون نزاع عسكرى
، إن إنعادام الثقة بين الأطراف الدولية قاد هذا الصراع وعدم ضبطه، وتحقيق السلام وردة فعل إنفعالية دولية،
وتراجع الإلتزمات الدولية وفق الأطر السلمية وغياب المرجعية الدولية.