مقال رأي …
ردا على سؤال يردده لي الكثير من المتابعين والأصدقاء ” هل سيادتك مقتنع بمستوى الاسعار وأحوال الاقتصاد ومدى جدية الإصلاح الاقتصادي ؟ “
الإجابة :-
كانت بأسلوب بسيط يشبه الدردشة لترد على كل التساؤلات والأفكار والخواطر في أذهان الجميع وتتناسب مع الجميع باذن الله :::
“وفقا لمعطيات كثيره وبدون “تطبيل” فان الاصلاح الاقتصادي ضرورة وليس ترفا وأول من نادا به وبرفع الدعم عن الأغنياء كان الرئيس السادات رحمة الله عليه”
، وجائت تفاصيل الإجابة كما يلي :-
في البداية اعتذر عن استخدام لفظ “تطبيل” ولكن اضطررت
لذلك ليس للدفاع عن نفسي ولكن لأن اللفظ أصبح دارجا جدا ويستخدمه الجميع للهجوم غير المبرر معظم الأوقات
ضد من يرى الخير في إجراءات الإصلاح الاقتصادي أو أي قرار حكومي بصفة عامة ، ولقد قلت مرارا في برنامج
“اقتصاد بكرا” ( الفكرة والاعداد والتقديم لشخصي المتواضع) ، أن أعباء الإصلاح الاقتصادي بشهادة الخبراء
الدوليين في كل دول العالم تقع على عاتق محدودي الدخل بصورة أكبر مما تقع على الأغنياء في كل دول العالم
وليست مصر استثناء من دول العالم ، بصفة عامة فان كثرة الكلام والتحليل لن يجدي رب أسرة متواضع الدخل
يريد شراء طعام ودواء وأبسط مستلزمات الحياة لأبنائه وأحفاده ، لكن باذن الله نتمنى أن تتحسن الأوضاع قريبا
كما وعد السيد الرئيس في عام ٢٠٢٠ بعد الاكتفاء محليا من الغاز الطبيعي وبداية التصدير لاوروبا وبعد تحقيق إنجازات
كثيرة وقطع شوط طويل في برنامج الإصلاح الاقتصادي ذاته فضلا عن تفعيل برامج التكافل الاجتماعي
التي أقرها السيد الرئيس لتلافي اي اثار سلبية للإصلاح الاقتصادي على محدودي الدخل ، اخي المواطن الفاضل
اختي المواطنة الفاضلة لا تقنطوا من رحمة الله فإن العدل في الدنيا نسبي لذلك خلق الله الجنة والنار وجعل قبلهما
حساب عسير على كل ظالم ويسير بإذنه لكل مظلوم ، ووفقا لمعطيات كثيره وبدون “تطبيل” فان الاصلاح الاقتصادي
ضرورة وليس ترفا واول من نادا به كان الرئيس السادات رحمة الله عليه وياليت الناس رضت وقتها بالاصلاح
الاقتصادي ، لكانت الزيادة وقتها في أي سلعة بالقروش وكان الاقتصاد سيتعافى في فترة السبعينيات
وفترة الثمانينيات بشكل أفضل من الآن ، حاليا كل دول العالم تعاني اقتصاديا بما فيها الدول الأكثر نموا ، لدينا في
مصر الكثير من التجار ورجال الاعمال وليس كلهم ولكن الكثير منهم يزيدوا الأعباء على المواطن لأنهم غير مقتنعين
بفكرة انخفاض أسعار أي سلعة مع الانخفاض المستمر في سعر صرف الدولار أو انخفاض أسعار المحروقات عالميا
والذي ينعكس على أسعار الواردات بالانخفاض ، للاسف كثير من التجار ورجال الأعمال في مصر يروجوا
دائما لفكرة “الغالي ثمنه فيه” ليزداد التباهي في الثقافة الشعبية المغلوطة بشراء الأغلى دائما حتى لو كان لا يفرق
في الجودة كثيرا عن مثيله الأقل سعرا ، لدينا بعض من رجال الأعمال يرفضوا فتح مصانع ويتجهوا لشراء المنتجات
الصينية الرديئة رغم وجود أكثر من مستوى للجودة في الصين لكنهم يشتروا الأسوأ ليبيعوه لنا على أنه الأفضل
بعشرة أمثال ثمنه ، وفي المقابل هناك مبادرات شعبية مثل خليها تصدي ومبادرات حكومية مثل كلنا معا ضد الغلاء
وانتشار منافذ وعربيات القوات المسلحة والشرطة واسواق خاصة محترمة تبيع بأقل من الاسعار السائدة في باقي
الأسواق المصرية ، ومبادرات السيد الرئيس لرفع الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات لتخطي الاثار السلبية للإصلاح الاقتصادي
على محدودي الدخل ، صدقوني يا أحبائي في الوطن ليس كل شئ على المواطن وليس كل شئ على الدولة ، “كما تكونوا يولى عليكم”
فلا تتنمروا على رجال الحكومة فهم منكم من هذا الشعب وليسوا من شعبا آخر ، الشعب ليس دائما مظلوم والظلم
لا يقع دائما على الشعب من الحكومة احيانا بعض الشعب يظلم البعض الآخر واحيانا يكون الظلم لا يعاقب عليه
القانون لذلك نحتاج لزيادة الوعي وتغيير القوانين للأفضل ، لكن العدل الكامل له يوم عند من لا يخفى عليه شيء
في الارض ولا في السماء وهو يعلم باحوال البسطاء وسيخفف عنهم في يوم الحساب بقدر ما تحملوا في الدنيا من
عذاب وظلم وهذه حكمة ألهية فالدنيا دار ابتلاء للجميع الأغنياء والفقراء على حد سواء ، تفائلوا بالخير تجدوه فهذا
من صميم الايمان بالله واصبروا كما صبر المؤمنون دائما وكما صبر أبناء الوطن المخلصون في أوقات الحروب والشدائد ،
واذكر نفسي واذكركم بفترة اقتصاد الحرب ما بين ٦٧- ٧٣ فهي ليست بالبعيدة عن أذهاننا ولأننا ايضا نعيش الان في حالة
حرب على الارهاب وذلك الأمر له فاتورة اقتصادية كبيرة فضلا عن وجود مخططات شيطانية لدول أخرى تحرك
جماعات الإرهاب وجماعة الإخوان للأضرار بالاقتصاد الوطني واستثارة المواطنين البسطاء دائما ضد الحكومة
بداعي أن الإصلاح الاقتصادي يضر بالبسطاء فانتبه عزيزي المواطن واخي في الوطن وكن خير عون للقيادة
السياسية الوطنية من أجل مصر فإن الحرب شرسة ومصطلح الحرب الاقتصادية ليس مجازيا ولكنها حرب بكل معنى الكلمة
، فالمهم هو اصلاح الاقتصاد وليس أن نتصيد لبعضنا البعض بأن نقول الفئة “س” تتقاضى أجور ومرتبات افضل من
غيرها وكأننا نريد الجميع عميانا بلا أعور واحد بينهم يتلمس لهم بصيص من النور ، الحل في الإصلاح الاقتصادي
وليس التنمر على الحكومة أو بعض فئات المجتمع فكلنا مصريين نفتدي الوطن بدمائنا وارواحنا وقت ما يستلزم الأمر ذلك
، ويجب أن نتمنى الخير لجميع أبناء الوطن ومن لا يتمنى الخير لغيره فايمانه منقوص وان كان لا يترك مُصلاه
، ومن يُزايد في الدين أو الوطنية فهو فاقد الثقة في أبناء وطنه ولن يستطيع أن يتعايش معهم وان اتيحت له فرصة الحكم
سوف يُقصي الجميع عدا جماعته وفكره وتياره ولنا في الماضي القريب عبرة ، حفظ الله مصر وشعبها وجيشها واقتصادها .