الوصفة السحرية
بقلم : محمد عتابي
ظللنا لعقود طويلة نختلف فيما بيننا لمعيار الكفاءة . وهل الكفاءة هو هي المعيار الاقوي لتتولي منصبا؟؟
السؤال ساذج ربما, فالأمر لا يحتاج لتساؤل,
فالكفاءة ومقدار الإنتاجية وما يمكن تقديمه للمؤسسة أو الشركة أو الموقع الحكومي أو الحزبي او النقابي .
وما تحمله من أفكار مبدعة يمكنها تطوير العمل وتقديم ما هو جديد,
وإمتلاك شخصية قيادية تمكنك من بناء فريق عمل ناجح, يسبق كل ذلك تعليم بمستوى مقبول, وتخصص حقيقي وخبرة بحد معين..
لكن ماذا عن جواب السؤال ضمن واقعنا؟!أنسوا معيار التخصص والقدرة والكفاءة
وكل ما سبق, فالقضية كانت مختلفة تماما..
فلكي تنال منصبا يجب أن تمتلك معايير خاصة, لا يسهل نيلها أو الحصول عليها..
نعم صدقوا ذلك, فهي صعبة جدا ولا يمكنك إكتسابها بالتدريب حتى.
وهي ببساطة ..
أول ميزة يجب أن تمتلكها لكي ترقى وتنال منصبا لتصبح مسؤولا, هو
أن تكون صديقا للسيد المسؤول الأكبر..
فهذه الميزة هي الأهم والباب الذي يفتح كل الأبواب المغلقة, وينور الدهاليز المظلمة ويسهل العسير, ويفكك المعقد,
وهذ الميزة يمكن إكتسابها, لكنها تحتاج لعزائم وولائم ” بمختلف الأنواع والألوان.. أحمرها وأخضرها” ..
مهارة أخرى مهمة يجب إمتلاكها, تخص القدرة على التملق ومسح الأكتاف والتصفيق لكل تافهة وسخيفة من المسؤول الأكبر
أو من يؤثر عليه وبيده قرار الإختيار, فحتى لو قال شططا بل وكفر فأنت يجب أن تدافع عنه,
حتى لو لم تكن تفهم شيئا من ذلك, مع إستعداد لتشتم وتُشتم بدلا عنه!
صفة مهمة تكمل ما سبق من الصفات, تتعلق بقدرك على ” تسهيل الأمور” بكل يطلبه منك السيد المسؤول الأعلى,
أو الجهة التي يمثلها, وخصوصا ما يتعلق بالمقاولات والمناقصات..
أو في الأقل, ما تدفعه من ” تسهيلات وهدايا” وطبعا يجب أن لا تنسى “تبرعك” لمناسبات السيد المسؤول, أو الجهة التي ينتمي إليها!
الحضور في مناسبات السيد المسؤول
لا يفوتك طبعا, أن تكون ممن يواظب على الحضور, في مناسبات السيد المسؤول الأكبر والجهة التي ينتمي إليها ومقراتهما..
وأن تكون متحمسا في الدفاع عنه وعن حزبه ولا يشترط أن تكون مؤمنا بما تقول, بل حتى لو كنت ممن يشتم الجهة وقادتها وحتى المسؤول نفسه” لكن في جلساتك الخاصة طبعا”
هل يعني هذا أن على من يملك الكفاءة والمؤهلات الشخصية “الحقيقية” اليأس من أخذ إستحقاقه؟!
بنسبة كبيرة نعم..
يجب أن يكون قنوعا ويقبل “بأنهم” لم يبعدوه عن عمله أصلا, لأنه لا يخدم “الوطن” ولا يحقق “مصالحه”..
لا تظنوا أن هذا حال الفاسدين فقط..
فالغالبية تسير أمورهم بطرق متشابهة, لكن مع تغيير التسميات والتوصيفات والتبريرات.. لا أكثر.
ولكن الآن…
ومع وجود عقلية منفتحة تؤمن بالكفاءات والشباب وقدراتهم وحقوقهم وتعقد مؤتمرات متتابعة للشباب لاعدادهم لتولي القيادة في كل المجالات .. لمل هذا ننتظر مستقبلا مشرقا يبتعد المنافقون عن الصورة وعن المسؤلية ولا نري إلا الكفاءات .