مازلنا بإنتظار الغد المشرق
نكاية في بعض من إتسموا باللزاجة والزلالية الحوارية المفرطة ، وعندا فيمن أصروا – وما زالوا – على إتباع نهج تكسير المجاديف
، وبرغم ما يثار عن تغول الأسعار ونهشها في جيب الفقير ومعدوم الدخل إلا أننا نستطيع التصريح بأن مصر
أخيراً على الطـريق الصحيح رغم ما نراه جهارا نهارا من سيناريوهات وحكايا المتاجرة بالفقراء … وتبعات الإصلاح
الإقتصادى الحقيقى عليهم ، بزعم عدم الإحساس بمعاناتهم بعد -تعويم- الجنيه وتأثيره المباشر على معيشة
“الغلابة” لتبدأ المقارنة بمن سبقنا من دول مرت بمراحل إقتصادية وتقشفية أكثر تعقيدا مما نحن فيه او عليه الآن
، لنرى الجهابز الحنجويين وقد قاموا بعد مقارنة سريعة خاطفة تشير إلى ما وصلنا إليه من تقهقر على مستويات
عدة وما وصلت إليه دولا عانت ما نعانيه وربما أكثر ليتم نصب ميزان التطور والعدالة والإقتصاد فيما بيننا وبين كوريا
و ماليزيا وتركيا والبرازيل و..و..دونما التطرق لمسار الإصلاح الذي تبعته تلك الدول ومردوده القاسي على شعوبها آنذاك !
! والأغرب في الأمر أن من تناقشه في هكذا موضوع متشعب تجده في الأساس أبعد مايكون عن القدره على إدارة شئون منزله
!! لينتهي الحديث الاجوف غالبا بجملة واحدة وإن تعددت أساليب تكوين مرادفاتها – انا بتكلم عشان الغلابة – !!!!
تلك الحالة الهستيرية من التشبث بوجهة نظر عقيمة تطرح المشكلة دون محاولة عرض او وجهة نظر لحلها وتلك السيولة
الحوارية التي لا نستطيع تحديد مبتدأها مت منتهاها وتلك الحالة السوداوية التي إرتئت الا ترى سوى كل ماهو سلبي
لن يجدي الحديث أو التحاور الهادف البناء معها لأن مطلقها آثر أن يتكلم..فقط يتكلم..دونما النظر لتبعات ما يقول
أو جدواه خاصة بعدما أصم أذنه وأغلق عينه عن سمع او رؤية حقيقة ما حوله…
ولكن – هذا لا يمنعنا من طرح سؤال هامس بأذن من يهمه الأمر :
هل لنا أن نستسيغ بعض قرارات إدارية وحكومية تشجع هؤلاء على المضي فيما يتشدقون به ؟ هل نستمر
في تأكيدنا الغير مقصود لعباراتهم المستثيرة المؤججة الطامحة لزرع الفتن وتقليب الرأي العام وتشوية الدولة بدءا من
رأسها مرورا بمؤسساتها عروجا على حكومتها بعدما أعتطهم بعض قرارات وقوانين مستحدثة في ظل ظرف إقتصادي
داخلي موجع الدليل الدامغ الذي يفيد بأن الدولة وبرغم ما شهدته من طفرات عدة تمثلت في إرتفاع إحتياطي نقدي
وسداد ديون مستحقة ومد طرق ورفع جسور وتجديد بنى تحتية وانشاء مدن جديدة وتوسيع رقعة زراعية بإمتداد جغرافي
جديد ومشاريع طاقة ومحطات كهرباء وقناة مائية جديدة و..و..و…وما أكثر ما نستطيع سرده بهذا المضمار
لتأتي قرارات او مشاريع قرارات كما سبق الذكر لتشغل رؤوس الكادحين وتشككهم بأن تلك المشاريع التي إقتصوا
لها من قوت يومهم وتأثرت بها وبسببها أسعار سلع وخدمات إكتوت بنارها أسرهم منها أساسية ومنها تكميلية
لتستمر سيمفونية إتخاذ القرارات العقيمة الرامية الى تحصيل أكبر كم نقدي ممكن بأقل وقت ممكن على حساب ذلك
المواطن الذي يدس له يوميا وبطرق شتى السم في العسل بأكثر من منبر اعلامي واجتماعي واحيانا سياسي
بأن تلك الطفرات والقفزات النوعية لبلاده ليس هامة ولا ضرورية ولا جدوى او عائد أو مردود منها عليه بل كل تلك
الخطط الرامية لغد نتمناه مشرقا ليست له ولا لأبنائه ولن يجد جراء الشروع فيها أوتنفيذها شيئا سوى مزيدا من الدفع
الملزم الذي يزداد طرديا من شهر لآخر بكل ما يحتاجه من خدمات معيشية !!!
دعوة عامة لكل إداري ومسؤول بدولتنا الفتية..
” نرجو التفكير بشكل أكثر تجاوبا وبطرق أكثر تضامنية
وبإستراتيجية متوافقة أو شبه متجاوبة مع هموم المواطن المضغوط طوعا أو قصرا من وازع حبه لهذا البلد ،
ولترفعوا أيديكم عن كاهله الضعيف الذي أثقلته مطالب حياتيه بات تأمينها المضطر بجاحة ملحة لشبه معجزة “