كتب /محمد محسن السهيمي
المحلل الاستراتيجي رضا يعقوب –
إنسحبت الولايات المتحدة رسمياً من معاهدة مهمة للصواريخ النووية كانت قد أبرمتها مع روسيا،
وذلك بعد أن رأت أن موسكو تنتهك المعاهدة وهو أمر نفاه الكرملين مراراً.
كانت واشنطن المحت الى عزمها الإنسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى قبل ستة أشهر ما لم تلتزم موسكو
بها، لكن روسيا قالت إنها ذريعة للإنسحاب من معاهدة تعتقد أن الولايات المتحدة
تريد أن تتخلى عنها على أى حال بغية تطوير صواريخ جديدة.
وتفاوض على المعاهدة المبرمة عام 1987 رونالد ريجان الرئيس الأمريكى حينها مع الزعيم السوفيتى ميخائيل جورباتشوف.
وتحظر المعاهدة على الجانبين وضع صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى تطلق
من البر فى أوروبا مما يقلل من قدرتهما على توجيه ضربات نووية مباغتة.
وقال وزير الخارجية الأمريكى مايك بومبيو فى بيان ”لن تبقى الولايات المتحدة جزءاً من معاهدة تنتهكها
روسيا عمداً“ وتابع قائلاً ”عدم إمتثال روسيا للمعاهدة يهدد المصالح العليا للولايات المتحدة لأن تطوير روسيا ونشرها
لنظام صاروخى ينتهك المعاهدة يمثل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا“ وقال مسئولون كبار بالإدارة
الأمريكية طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن روسيا نشرت فى جميع أنحاء البلاد
”وحدات متعددة“ من صاروخ كروز ”له القدرة على ضرب أهداف أوروبية غاية فى الأهمية“ فى إنتهاك للمعاهدة.
وتنفى روسيا هذه المزاعم وتقول إن مدى الصاروخ يجعله خارج المعاهدة، كما رفضت طلباً أمريكيا بتدمير الصاروخ
الجديد (نوفاتور 9إم729) والمعروف أيضا باسم (إس.إس.سى-8.(
وأبلغت موسكو واشنطن بأن قرارها الإنسحاب منالمعاهدة يقوض الأمن العالمى ويهدم ركيزة أساسية من ركائز الحد من التسلح.
وقال وزير الخارجية البريطانى دومينيك راب إن روسيا هى التى تتحمل مسئولية إنسحاب الولايات المتحدة
من المعاهدة وإن لندن تؤيد بالكامل أى تحرك من جانب حلف شمال الأطلسى رداً على ذلك، وكتب راب على تويتر ”
تسببت روسيا فى إنهيار معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى عن طريق تطويرها ونشرها سراً لنظام صاروخى
ينتهك المعاهدة يمكنه إستهداف عواصم أوروبا، ”ازدراؤهم للنظام الدولى القائم على القواعد يهدد الأمن الأوروبى“.
وفى وراسو، قالت وزارة الخارجية البولندية إن روسيا تتحمل المسئولية الكاملة عن إنهيار المعاهدة، وكتبت الوزارة على تويتر
”عدم إستعداد روسيا للعودة الى الإمتثال لمعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى لم يترك للولايات المتحدة أى خيار“.
وقالت روسيا إنها طلبت من الولايات المتحدة تعليق نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى فى أوروبا، ويقول الرئيس
الروسى فلاديمير بوتين إن روسيا لا تريد سباق تسلح وتعهد بعدم نشر صواريخ روسية الا إذا نشرت الولايات المتحدة صواريخ أولاً.
لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسى ينس ستولتنبرج قال إن طلب روسيا عديم المصداقية لأن موسكو نشرت
بالفعل مثل هذه الرؤوس الحربية، وأضاف ستولتنبرج فى مؤتمر صحفى ”هذا ليس عرضا يتسم بالمصداقية لأن روسيا
تنشر صواريخ منذ سنوات، ليست هناك مصداقية ف عرض لوقف نشر صواريخ ينشرونها بالفعل، ”لا توجد صواريخ أمريكية
جديدة ولا صواريخ جديدة للحلف فى أوروبا لكن هناك المزيد والمزيد من الصواريخ الروسية الجديدة“.