كتب /أيمن بحر محمد محسن السهيمي
الخبير الاستراتيجي والامني رضا يعقوب التقت فى فيينا الدول الموقعة على الإتفاق النووى الإيرانى فى إجتماع طارئ
لمحاولة إيجاد طريقة لإنقاذ الإتفاق بعد إنسحاب الولايات المتحدة، وفى ظل تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن
، وشارك مبعوثون من “بريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا والإتحاد الأوروبى وإيران” فى الإجتماع
الذى يأتى بعد شهر من فشل إجتماع مماثل فى تحقيق إنفراجه فى الأزمة، ووصف مساعد وزير الخارجية الإيرانى
عباس عراقجى الإجتماع بأنه كان “مثمراً”، وقد حذرت إيران الأوروبيين من وضع أى عقبات أمام صادراتها النفطية،
معتبرةً أن إزدياد الحوادث فى هذا الإطار يقوّض الجهود القائمة لإنقاذ الإتفاق النووى المهدد بسبب الإنسحاب
الأميركى منه، وأعلن نائب وزير الخارجية الإيرانى عباس عراقجى فى ختام الإجتماع، أنّ “أى عقبات أمام سبل تصدير
إيران لنفطها ستتعارض مع خطة العمل المشتركة”، فى إشارة الى الإتفاق النووى، وأشار الدبلوماسى الإيرانى بشكل صريح
الى إحتجاز ناقلة نفط إيرانية فى مضيق جبل طارق بداية تموز/يوليو، أدى الى تدهور إضافى فى ظل تصاعد التوترات
فى الخليج، وكان عراقجى قال قبل إجتماع فيينا إنّ “تطورات مثل إحتجاز ناقلة النفط الإيرانية (…) تشكّل
إنتهاكاً للإتفاق”، وأضاف “ينبغى على الدول الاعضاء فى الإتفاق الا تخلق عقبات أمام صادرات النفط الايرانية”،
وفى السياق ذاته أكد عراقجى أنّ مباحثات فيينا جرت فى ظل جو “بناء”، ولفت الى أنّ كل الأعضاء الذين لا يزالون
ضمن الإتفاق النووى “لا يزالون مصممين على إنقاذه”، من جانبه أعلن ممثل الصين أنّ المباحثات إتصفت ب”توترات” ولكنّها جرت فى “جو جيّد”.
ورداً على العقوبات الأميركية، أعلنت إيران فى أيار/مايو أنها ستبدأ بالتنصل من بعض التزاماتها الواردة فى الإتفاق
النووى، وهددت بإتخاذ تدابير إضافية إذا لم تقم الأطراف المشاركة فى التوقيع
على الإتفاق، خصوصاً الأوروبية، بمساعدتها فى الإلتفاف على العقوبات الأميركية.
وتصاعدت التوترات بين طهران وواشنطن منذ العام الماضى عندما إنسحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الإتفاق
، الذى كان يهدف الى كبح جماح البرنامج النووى الإيرانى، وشدد العقوبات الإقتصادية على إيران، ودخلت بريطانيا
والدول الأوروبية على خط التصعيد، خاصة بعد إحتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية.
وإتهمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، إيران بالوقوف وراء عدة هجمات على ناقلات نفط فى الخليج فى يونيو/ حزيران، وهو ما تنفيه إيران.
ومنذ مطلع تموز/يوليو، لم تعد ايران تتقيد بكمية اليورانيوم المخصب التى يحق لها إمتلاكها، كما زادت من تخصيب
اليورانيوم فى منشآتها ليتجاوز نسبة 3,67 فى المائة الواردة فى الإتفاق، وتريد طهران، التى تؤكد أن برنامجها النووى
سلمى رغم الشكوك الأميركية والإسرائيلية، أن تستعيد خصوصاً القدرة الكاملة على تصدير نفطها الذى تأثّر بفرض العقوبات الأميركية عليها مجدداً.
وقال أحد الدبلوماسيين الأوروبيين فى تصريح صحفى إنه”من الضرورى التحدث مع الإيرانيين خصوصاً بعد إيقافهم العمل ببعض بنود الإتفاق النووى الموقع فى 2015.
فى غضون ذلك، نقلت وكالة أنباء فارس عن على ربيعى المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية قوله إن الدول الأوروبية
التى تشكل تحالفاً بحرياً فى الخليج ستبعث برسالة عدائية، وقال ربيعى “ما سمعتموه، من أنهم يريدون إرسال أسطول
أوروبى الى الخليج الفارسى، سيبعث برسالة عدائية ويمثل خطوة إستفزازية وسيزيد التوتر”.
وكان ثلاثة دبلوماسيين كبار فى الإتحاد الأوروبى قالوا إن فرنسا وإيطاليا والدنمارك
أبدت تأييداً مبدئياً لخطة بريطانية لتشكيل مهمة بحرية بقيادة أوروبية لتأمين الشحن عبر مضيق هرمز.
وكان الإتحاد الأوروبى أعلن فى وقت سابق إن الإجتماع الاستثنائى سترأسه الأمين العام لخدمة العمل الخارجى الأوروبى هيلغا شميد.