كتب/ أيمن بحر
الخبير الاستراتيجي رضا يعقوب تصاعداً فى التوتر على خلفية مواجهة أميركية إيراني،
وعززت إدارة الرئيس الأميركى دونالد ترامب وجودها العسكرى فى المنطقة،
وبررت ذلك بـ”تهديدات” إيران ضدّ مصالحها، دون تقديم توضيحات.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب تعرّضت لها أربع سفن فى مضيق هرمز
فى شهر أيار/مايو، وبالوقوف خلف هجومين آخرين تعرضت لهما سفينتان فى بحر عمان.
ترامب يقلل من قيمة تأمين هذا المضيق، ويلزم دول الخليج بتأمينه، زاعماً “أن الصين تستهلك هذا النفط” فى حين
أن مجلس الأمن يعقد إجتماعاً لتقريب وجهات النظر، وأن توتر العلاقات الإماراتيه الإيرانية ضبابياً، إذ إعتبرت إيران
“أن الطائرة التى أقلعت من من قاعدة الضفرة وأسقطتها إيران أن ذلك عدوان إماراتى عليها”، على إثر ذلك
إستدعت إيران القائم بالأعمال الإماراتى لديها، قابلت ذلك الإمارات بأسلوب سياسى حيث صرح وزير الدولة للشئون الخارجية
أنور جرجاش “بإحتواء الأزمة بالأسلوب السياسى والحوار”، وبذات الأسلوب صرح وزير الخارجية الإماراتى
عبد الله بن زايد بعد الهجوم الذى إستهدف ناقلات البترول “بأنه لا يمكن
تحميل أى دولة مسئولية الهجوم لعدم كفاية الأدلة” مخالفاً الإتجاه الأمريكى الذى نسب ذلك لإيران.
فى ذات السياق صعدت إيران لهجة الصراع، بتغريده من الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى اللواء بحرى
على شمخانى حيث صرح “بأن تفجيرات الفجيرة أثبتت أن أمن جنوب الخليج الفارسى هش كالزجاج”، وأضاف “تهديدات ترامب، وترامب ذاته لا قيمة له”,
سئل ترامب عن رسالة يوجهها الى إيران قال” إنهم يعرفون ماذا يفعلون، يعرفون بما يلعبون، وأعتقد أنهم يلعبون بالنار”
، بالنسبة لدول المنطقة نظرت الى هذه المشكلة بأنها بإعتبارها ثنائية بين إيران وأمريكا،
ولغة العداء والحرب من جانبهما فقط ولا يؤخذ رأى أهل المنطقة، لقد سبق لترامب أن إستبعد دول الخليج من النقاش
حول المفاعل النووى الإيرانى الإتفاق تم عن طريق المجموعة ” 5+1″ وطلب منهم الموافقة فقط!، حيث أن كل دولة
ترغب فى حماية كيانها، والمزاج العام الدولى يتطلب الى وقف التصعيد وفتح الحوار،
وأمريكا تضغط على أيران الى التفاوض ودعوة دول المنطقة وكذلك روسيا الى الدخول فى هذا الحوار.
أيرن الآن عن طريق وزير خارجيتها محمد جواد ظريف الذى يتهم السعودية والإمارات لتحريض الولايات المتحدة الأمريكية
لضرب إيران، ومسادنتها للتخلى عن الإتفاق الإيرانى النووى، عن طريق ما أسماه ” الفريق باء” وحددهما ” بومبيو،
جان بولتون، نيتينياهو، بن زايد، محمد سلمان”، لذلك دول الخليج
تطلب المشاركة فى الحوار والحل السياسى، ولكن الصورة التصعيدية تؤشر الى صعوبة هذا الحوار.
وترامب يعلن إسقاط طائرة إيرانية مسيرة وظريف ينفى علمه، بعد إعتراف طهران أنها تحتجز “ناقلة نفط أجنبية”
، أعلن ترامب عن إسقاط طائرة إيرانية مسيرة فوق مضيق هرمز، الا أن وزير الخارجية الإيرانى نفى علمه بالأمر،
كما أعلنت البحرية الأمريكية عن فقدان جندى من على متن حاملة للطائرات.
أعلن الرئيس الأميركى دونالد ترامب أنّ سفينة عسكرية أميركية كانت تبحر فى مضيق هرمزأسقطت طائرة
إيرانية مسيّرة بعدما إقتربت منها لمسافة خطرة، وقال ترامب إنّ الطائرة الإيرانية المسيّرة إقتربت من السفينة
“يو أس أس بوكسر” أقلّ من الف ياردة، مما دفع بالسفينة الحربية
الى القيام “بعمل دفاعى” أسفر عن “تدمير الطائرة المسيّرة”، دون أن يقدم المزيد من التفاصيل.
ومن جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن السفينة الحربية الأميركية “يو أس أس بوكسر” إتخذت
إجراء دفاعياً ضد طائرة مسيرة بعدما إقتربت “الى مدى يشكل تهديداً” فى مضيق هرمز، وقال المتحدث بإسم البنتاغون
جوناثان هوفمان فى بيان: “إقتربت طائرة مسيرة من السفينة ووصلت الى مدى يشكل تهديداً”، لكن البيان لم يذكر جنسية
الطائرة، وأضاف هوفمان أن الحادث وقع نحو الساعة العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلى مع عبور السفينة مضيق هرمز،
ومضى يقول “إتخذت السفينة بوكسر إجراءً دفاعياً ضد الطائرة المسيرة لضمان أمن وسلامة السفينة وطاقمها”.
وبالمقابل نفى وزير خارجية إيران، محمد جواد ظريف، علمه بإسقاط طائرة مسيرة إيرانية فى مضيق هرمز، وقال ظريف
للصحفيين فى الأمم المتحدة قبل إجتماع مع الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش “ليست لدينا أى معلومات عن فقد طائرة مسيرة”.
فى غضون ذلك أعلنت البحرية الأميركية أنّها أطلقت عملية بحث بعد إختفاء أثر جندى من على متن حاملة الطائرات
“يو.إس.إس أبراهام لنكولن” أثناء إبحارها فى مياه بحر العرب، وقال الأسطول الأميركى الخامس ومقرّه البحرين
إنّ البحّار المفقود الذى أبقى إسمه طىّ الكتمان فقد أثره، وأضاف أنّ العملية التى أطلقت بحثاً عن الجندى المفقود
تشارك فيها، الى جانب حاملة الطائرات الأميركية، قطع أميركية وأجنبية عدّة هى الطرّاد الأميركى
“يو.أس.أس ليتى غولف” والفرقاطة الأسبانية مينديز نونيز والفينة الحربية الباكستانية “بى.أن.أس أصلات”.
وأتى الإعلان عن فقدان البحّار فى نفس اليوم الذى أعلنت فيه إيران أنّها تحتجز “ناقلة نفط أجنبية” وطاقمها بتهمة نقل حمولة “مهربة” من المحروقات فى الخليج.