يا وطنى
بقلم الشاعر / ياسر فريد
إليك الآن يا وطني بكائي
ودمع البعد في شتى استوائي
يفر القلب من وجع انكسارى
وفوق الروح مظلمة سمائي
إذا ما حدت عن هدفي أراني
بعين الخوف ممتد شوائي
وفوق تأوهي في الليل أمضي
يسلمني الشرود إلى العراء
أذوق البأس من عين احتراقي
وأمضغ لحم أوجاع البلاء
جعلت الشعر لي أوفى رسول
يبث الدمع من أقصى التنائي
وعدت مرتلاً باقلب صبراً
وفوق العظم منشق ردائي
فلا رد وجدت ولا حياة
لمن يشتاق سرا للشفاء
وقلبي في رحاب الصمت بغزو
دروب الشيب في كل ابتلاء
فلا ظل لصدري قي طريقي
ولا مزن لصيفي أو شتائي
وليل البين ممتد خطاه
على رمل يموج بلا ضياء
فسرت على خيوط من خيال
ولا أدرى الصباح من المساء
وثوبي قد تمزق واحتمالي
يواري سوأتي تحت الرداء
وصرت كفاقد للوعي أشكو
وأصرخ في الرمال وفي الهواء
أنا من مت في الدنيا ليحيا
بموتي كل من أردى هنائي
انا من شدت في الدنيا سبيلاً
بلا نبض يخفف من عنائي
كطفل سار في الصحراء دهرا
بلا زاد ولا ظل وماء
أأشقى الناس للكرسي تدنو
وخير الناس يترك في العراء ؟!!
نقر بكل من بالإفك يحيا
وننكر بالغباء صدى الوفاء !
كأنا قد خلقنا في زمان
بلا عمد لسقف الأوفياء
أو الأكوان في الدنيا مضيق
لا يمر به الفقير بلا ازدراء
فرحت إلى إله الكون أشكو
وعين الود تمطر من دعائي
وسؤلي عند باب النور عطفا
يحيد الهم عن درب القضاء
وأن يثني الظلال على ضلوع
تلقحها الرياح من العناء
دعوت ولم أزل في البين أدعو
لمن في الحب أضحى بالفناء
وشدت لملهمي في ساح خلدي
عقوداً من حروف الإشتهاء
يبين الشوق في عيني جلياً
فلا يحتاج زيف الأدعياء
فكل الحب لا يغدو دليلا
سوى ما جاء من أهل السماء
وأهل الغي أرباب التلاهي
فمنهم أعلنت روحي عزائي