فاز من يستحق
سقوط فاجأ البعض و توقعه الكثيرون .. فبرغم أن الدولة المصرية من خلال أجهزتها التنفيذية قد بذلت قصاري جهودها
ووفرت للاتحاد المصري لكرة القدم كافة الإمكانيات الإحترافية الرائعة من تجهيز مطارات و ملاعب و إستادات
فضلا عن منظومة التذاكر و الإستعانة بالخبراء وتذليل كافة العقبات الروتينية وإجراء تطوير للبنية التحتية للعديد
من المرافق لتناسب هذا الحدث إلا أن حالة التراخي و الإهمال و الفساد هو ما حصل عليه عشاق الساحرة المستديرة
من جماهير الشعب المصري بسقوط منتخبهم الوطني في دور ال16 علي يد جنوب أفريقيا الذي يجيد الهجمات المرتدة منذ سنوات.
وقد اتفق معظم خبراء اللعبة علي عدة أسباب مباشرة وغير مباشرة أدت إلي الإطاحة المبكرة بمنظم البطولة وصاحب الأرض
و الجمهور والحاصل علي أعلي رصيد من بطولات أمم القارة السمراء.
وأسباب السقوط تبدو وكأنها حلقات من الدوائر المتشابكة ومركزها هو أعضاء اتحاد الكرة المصري و الذي يتحمل
الجزء الأعظم في مسئولية خروج المنتخب الوطني لأنه تعاقد مع اجيري ل4 سنوات وهذا يعني ثقته المطلقة
فيه برغم تواضع إمكانياته الفنية ويبدو هذا جليا في إختيار اللاعبين قبل البطولة و طريقة توظيف عناصر من اللاعبين
غير قادرة علي تحقيق المطلوب منها داخل الملعب مما ساهم في ظهور المنتخب بهذا السوء ليس فقط في مباراته أمام
جنوب أفريقيا بل في مباريات الدور الأول برغم حصوله علي العلامة الكاملة!!.
والجدير بالذكر أن فلسفة اجيري تقوم علي أن اللاعب عليه لمس الكرة لمدة دقيقتين خلال المباراة وهذا يعني أن اللاعب
يتعين عليه الركض طوال ال88 دقيقة الأخري بلياقة بدنية ثابته وهو ما لم يتعود عليه اللاعب المصري.
هذا وقد
وضح جليا تدني مستوي اللياقة البدنية لبعض اللاعبين و الاطمئنان الي وجود البطولة علي أرضنا. وثبت أيضا عدم وجود
مهاجم صريح في معظم أندية الدوري المصري قادراً علي قيادة هجوم مصر.
وغير خفي علي أحد أن غياب الجمهور الحقيقي هو سبب رئيسي كان له مفعول السحر في تحفيز اللاعبين علي آداء أفضل..
والسبب الأخير هو دور الإعلام السلبي في معالجة موضوع اللاعب عمر وردة و إظهار التمايز بين لاعبي المنتخب.
وخيرا فعل اتحاد الكرة بإقالة اجيري الذي إرتكب اخطاءا أكبر من أن يستوعبها عقل أو يقوم هو بإصلاحها
. وخيرا فعلوا بتقديم استقالاتهم جميعا حتي يتسني للجهات الرقابية أن تحقق معهم في المخالفات المالية و الإدارية التي
إرتكبوها في حق الشعب الذي ظل ينتظر ولو لفرحة عابرة بالحصول علي النجمة الثامنة.
و برغم تقديرنا لمشاعر الحزن التي أصابت الجماهير المصرية بخروج منتخبها الوطني وعدم استحقاقها لهذا الإخفاق
الا ان تلك الجماهير يجب عليها أن تستمر في التحلي بالحس الوطني لإنجاح البطولة وعدم العزوف عن حضور المباريات
و يجب علينا أيضا أن نثق في وعي الجماهير بمدي رغبتها في إظهار هذا الحدث الكبير بما يليق بمكانة مصر وسط
قارتها السمراء. خاصة في ظل الجهود التي بذلت من كافة الجهات لظهور البطولة بتلك الصورة المشرفة و يكفي حفل الإفتتاح الذي أبهر القاصي و الداني.
لذا كان لابد من السقوط المبكر حتي يعلم الجميع أن مابني علي فساد (اتحاد الكرة) حتما سينهار حتي يتسني للقادم
أن يعمل علي إصلاح منظومة كرة القدم بتخطيط شامل علي أسس احترافية و وقتها نستطيع أن نقول :فاز من يستحق.