المقال رقم 2
بقلم/د.عدالله السعدني
“باحث بكلية الدراسات الشرقية -جامعة سانت بطرسبورج الحكومية – روسيا الاتحادية”
يقول المؤلف: ان ظهور الاخوان المسلمين فى مصر، كان أول شكل تنظيمى دقيق للحركة الاسلامية، فقد أسس الشيخ
حسن البنا أقوى منظمة اسلامية سرية وأدقها تنظيماً فى العالم الاسلامى. وقد ولد الشيخ حسن البنا عام 1906 فى
المحمودية بالبحيرة، وكان ابوه أحمد عبدالرحمن يعمل فى اصلاح الساعات وشدته الطرق الصوفية وهو فى الرابعة عشر
من عمره، والتحق بكلية دار العلوم وتخرج فيها، واصبح سكرتيراً لإحدى هذه الطرق فى المحمودية، وكان زملاؤه
فى هذه الطريقة، هم الذين أسسوا معه فيما بعد تنظيم الاخوان المسلمين. ويقول المؤلف أن كثيراً من المحاولات
بذلت لكتابة تاريخ الاخوان لكنه لا توجد محاولة مكتملة حتى الآن، وهذا شأن كثير من التنظيمات التى تعيش
حياتها تحت الارض، فضلاً عن ان الاخوان لم يظهروا فى مصر فقط، فقد شكلوا منظمة فى اندونيسيا، وحاربوا
فى افغانستان، ووزعوا المنشورات والكتب الاسلامية على المسلمين فى جنوب الاتحاد السوفيتى، وشنوا جهاداً مقدساً
فى سوريا، وحاولوا تقديم نموذجهم الاسلامى فى الحكم فى اليمن. واصدروا مجلات فى أمريكا، وأداروا المراكز
الاسلامية فى غرب اوربا … أى أنهم منتشرون فى كل مكان فيما يشبه التنظيم العالمى.
ويقول المؤلف: ان اهداف الاخوان المسلمين عند تأسيسهم كانت واضحة، وتقوم على مقاومة النفوذ الغربى
فى العالم الاسلامى، ومعارضة التخلى عن القيم والتقاليد الاسلامية، والعودة للتعاليم
الاصلية للاسلام، وخلق حكم اسلامى بالاضافة إلى بعض الاصلاحات الاجتماعية.
“سيد قطب”
يتحدث المؤلف عن سيد قطب (1906 – 1966) باسهاب بينما لا يذكر الهضيبى إلا فى سطور عابرة، وسيد قطب
من مواليد اسيوط وتخرج ايضا فى دار العلوم وارسلته الحكومة فى بعثة دراسية للولايات المتحدة عام 1948 وطاف
بجامعات وولايات عديدة، قبل أن يعود الى مصر ماراً بانجلترا وسويسرا وايطاليا، ليؤكد أن ما رآه من احوال تلك البلاد
، هو ما جعله أكثر اصراراً على أن احياء الاسلام والتمسك به هو افضل طريق لتقدم الامة الاسلامية. لذلك التحق
سيد قطب بالاخوان فور عودته وكان نشاطهم موقوفاً فى ذلك الوقت ويعملون فقط بشكل سرى. وسرعان ما أصبح
سيد قطب عضواً فى اللجنة التنفيذية ومسئولاً عن الاعلام بالجماعة، ورئيساً لتحرير المجلة الناطقة بإسمها،
وكان يمثل الاخوان فى كل من مصر وسوريا والاردن فى وقت واحد. وعقب توقيع اتفاقية الجلاء مع بريطانيا
عام 1954، كتب سيد قطب فى مجلة الاخوان ينتقد الاتفاقية، فصدر أمر بتعطيل المجلة، ثم اعتقل سيد قطب
عقب حادث اطلاق الرصاص على عبدالناصر فى الاسكندرية والمعروف بحادث المنشية، وحكم عليه بالسجن 15
عاماً 1955، وظل فيه حتى صدر عفو عام 1964 عقب زيارة الرئيس العراقى عبدالسلام عارف لمصر وتدخله لدى
عبدالناصر لاطلاق سراحه.. ثم اعيد للسجن عام 1965 عندما اكتشفت السلطات محاولة مسلحة لقلب نظام الحكم
واعتقل معه شقيقه محمد وشقيقتاه حميدة وأمينة وحوكم وصدر حكم بإعدامه تم تنفيذه فى 29 أغسطس 1966.
“الزعامة لمصر”
يقول المؤلف: ان الاخوان فى مصر ظلوا رغم الضربات التى وجهت اليهم هم اساس حركة الاخوان المسلمين فى كل
العالم العربى والاسلامى، فهم يتولون رئاسة اللجنة العالمية التى تضم ممثلين لتنظيمات الاخوان فى كل هذه الدول
، وفى دول غرب اوروبا والولايات المتحدة ايضاً، وهذه اللجنة تعقد اجتماعاتها عادة فى احدى الدول الاوروبية
كلما اقتضت الضرورة ذلك… وقد اجتمعت مرة فى المانيا الغربية وفى عام 1979 ترددت انباء قوية عن اجتماعها
فى لندن، وحضر هذا الاجتماع ممثلون عن الاخوان فى مصر وسوريا والاردن والسودان وباكستان وافغانستان
، وشهده ايضا كمال ادهم مستشار العاهل السعودى فى ذلك الوقت لشئون المخابرات.
“الخمينى والانقسام”
يقول المؤلف: ان ثورة الخمينى فى ايران احدثت انقساماً فى الرأى
بين صفوف الاخوان المسلمين فى مصر، فقد فتن بها الكثير من شباب الاخوان وسعوا لمساعدتها، بينما بقى الكبار
، او الحرس القديم على خطهم الاساسى، وعارضوا الخمينى وقد قال لى واحد منهم فى القاهرة: {ان الاسلام
لم ينص على جواز ان يرتكب الانسان جريمة ليواجه بها جريمة اخرى، ولذلك لا نستطيع اتباع النموذج الايرانى}.
ويقول المؤلف ايضاً، انه كان اول صحفى غربى يوافق الشيخ عمر التلمسانى، المرشد العام الراحل للاخوان المسلمين
على لقائه.. وقد التقيت به فى بيته بحى الظاهر، وسألته بالتحديد عن موقف الاخوان المسلمين فى مصر من الخمينى
، فقال لى إن “إيران الخمينى” على علاقة وثيقة بنظام الرئيس الأسد الذى يذبح الاخوان.ويضيف المؤلف: ان تأييد الخمينى
، يمكن ان يفقد الاخوان آخر خيط من التعاطف معهم من جانب الانظمة العربية المعتدلة مثل الاردن.
“30 منظمة سرية”
ينتقل المؤلف إلى الحديث عن الجماعات الاسلامية العديدة فى مصر ويسميها “
جماعات العنف السرية”، ويقول ان السلطات المصرية اكتشفت 30 منظمة منها خلال 3 سنوات عقب اغتيال الرئيس
السادات، اى فى الفترة من اكتوبر 1981 حتى صدور هذا الكتاب عام 1984. ويكشف المؤلف عن ان كثيراً من هذه
الجماعات خرجت من تحت عباءة الاخوان على الرغم من انكار الاخوان ذلك. فمعظم هذه الجماعات اسسها وتزعمها
اخوانيون سابقون.ويقول المؤلف أن هذه الجماعات بدأت فى الظهور عقب هزيمة 1967 التى تسببت فى تمزق الشباب ،
وانهيار احلامه ونشطت واستكملت شكلها التنظيمى واسلحتها فى السبعينات، مستغلة انشغال السادات عنها بمحاربة
الناصرية. ويضيف المؤلف: ان اكبر واول هذه الجماعات “جماعة التكفير والهجرة” وزعيمها المهندس الزراعى
شكرى مصطفى – 28 سنة – وهو – كما يقول المؤلف – اخوانى سابق.