رحلة في أعماق التاريخ المصري
بقلم /عارف نبيه
الزمان :الخميس الثانية ظهراً
المكان :القرية الفرعونية
الحدث : رحلة نظمتها جمعية المراسلين الأجانب بالقاهرة الي القرية الفرعونية بالتنسيق مع إدارة العلاقات
العامة بالقرية. حيث بدأت الرحلة بعد تجمع عدد كبير من المراسلين الأجانب من مختلف دول العالم بعوامة الإستقبال
بالقرية الفرعونية وعندما أشارت عقارب الساعة الي الثانية والنصف إتجه الجميع إلي المركب العائم إيذانا ببدء الرحلة
حيث شق المركب العائم طريقه عبر القنوات المائية المحيطة بالقرية إلى أعماق التاريخ القديم ليروي عن أسطورة
الخلق والبعث وعن أبطالها الآلهة (ايزيس- اوزوريس-ست-حورس) . و مشهداً ذكره القرآن الكريم ألا وهو وصول تابوت
الطفل (موسي) الي قصر فرعون واخته تتابع الموقف عن قرب. و المركب العائم ينعطف يسارا لنشاهد صورا حية لاجدادنا
القدماء تستوفي كل تفاصيل حياتهم اليومية فهؤلاء يزرعون وهذا يقوم بالصيد وهذا يرعي الماشية و هذة تطحن القمح.
ويمضي المركب العائم في طريقه لينتقل إلى مشاهد تمثيلية حية أخري لإصحاب الحرف اليدوية كمن يصنع السلاح
والاواني الفخارية وأوراق البردي والأثاث و العطور و أدوات الزينة.
ثم يتوقف المركب العائم استعدادا لدخول نموذج يحاكي( بيت النبيل) و الذي يمثل الطبقة الارستقراطية الفرعونية آنذاك والتعرف علي تفاصيل حياتهم اليومية.
و ينتقل بنا عبق حضارة الأجداد الي مقبرة توت عنخ آمون الرائعة و التي تعد نموذجاً للمقبرة الأساسية و بنفس الحجم و التصميم وبها نماذج لجميع القطع الأثرية التي تم إكتشافها.
خطوات أخري قادت الجميع الي متحف التحنيط و بناة الأهرامات و نظريات تفرد بها الأجداد أبهرت العالم عن فن التحنيط و بناء الأهرامات!!
ثم عاد المركب العائم من حيث بدأ الرحلة. تلك الرحلة التي تسمي (القرية الفرعونية) والتي كانت في الأصل فكرة المعماري
المصري حسن رجب الذي استوحاها أثناء زيارته لقرية وليامزبرج في فرجينيا والتي كانت تحكي حياة المستوطنين الأوائل للولايات المتحدة الأمريكية.
وقد وقع اختياره علي جزيرة يعقوب كمكان للقرية الفرعونية حيث بدأ العمل فيها 1977بغرس 5000 شجرة من
أشجار مصر القديمة و جري حفر القنوات و الممرات المائية. و شيئا فشيئا تحقق الحلم وتم فتحها في 1984 وفيها
حياة المصري القديم البسيطة بين الزراعة و الصيد وتحنيط الموتي و الكتابة علي أوراق البردي.