عادل سليمان بورسعيد
مادة بي في سي التي يعمل بها مصنع الموت ليدمر صحة المحيطين به والتي لا تستدعي خروج ابخرة او روائح علي
السكان فمجرد وجودهم بالقرب منها يعرضهم الي مخاطر صحية جسيمة وهذا التقرير يشرح مخاطرها :
حسبما تشرح الدكتورة أمانى خليفة، وكيل كلية الصيدلة بجامعة عين شمس سابقا، فهذه المادة من المواد البلاستيكية
التى تستعمل بصورتها المرنة أو الصلبة فى عدة صناعات، وهى من أكثر المواد البلاستيكية خطورة على صحة الإنسان وسلامة البيئة، والـ
(Dioxin) وهى إحدى مشتقات بى فى سى، ومن المواد المسببة للسرطان وإصابات الجهاز التناسلى وجهاز المناعة،
وتفيد دراسة أمريكية حديثة بأن التعرض المتزايد للدايوكسين خلال الخمسين عاما الماضية قد أدى إلى انخفاض أعداد الحيوانات المنوية فى الرجال بنسبة 50%
ومضاعفة نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا مرتين وسرطان الخصية ثلاث مرات، كما أشارت الدراسة نفسها إلى
تضاعف نسبة الإصابة بسرطان الثدى وأورام الرحم بسبب التعرض المتزايد للدايوكسين.
ومن خصائص المادة المكسبة للمرونة أنها سريعة الذوبان، ولذلك فإنها تجد طريقها إلى جسم الانسان، وأظهرت
الدراسات أن هذه المواد تسبب إصابات للكبد والكلى والمسالك البولية والجهاز التناسلى وتزيد من فرصة الإصابة بأنواع
عديدة من السرطان كما تؤثر سلبا فى النمو والأيض الغذائى”.. تشير خلال دراسة بحثية لها
وطبقا لما أوضحته الدكتورة أمانى خليفة، فقد أظهرت دراسة سويدية نشرت فى عام 1998 أن 148 عاملا بمصنع لإنتاج
بى فى سى قد أصيبوا بسرطان الخصية بنسبة تقدر بنحو 7 أضعاف نسبة الإصابة بهذا المرض بين الناس جميعا،
وأوضحت الدراسة أن تعرض العمال يتم عن طريق استنشاق أبخرة بى فى سى السائل أو عن طريق ملامسة
الجلد، أو من خلال التعرض للغبار المكون من جزئيات بى فى سى المتناثرة فى الهواء عند عمليات الطحن والتلميع
والبرادة، وأن هذه الإصابات بدأت فى الظهور بعد فترات تتراوح بين 11 إلى 35 سنة،
وأوضحت: “التخلص من بى فى سى عملية ذات صعوبة وخطورة بالغتين حيث لا يمكن حرقه دون أن ينبعث
منه كميات من الدايوكسين المسبب للسرطان، وكذلك فإنه لا يتحول إلى عناصر صديقة للبيئة حتى مع المعالجات
المتاحة حاليا، وتدويره ليس اقتصاديا ولم تستطع كبرى الشركات فى أمريكا وأوروبا أن تجد حلا مقبولا لذلك،
ولذا فقد دأبت بعض الدول على التخلص من مخلفاتها من البلاستيك من نوع بى فى سى بتصديرها إلى دول نامية بدعوى إعادة تصنيعها”.
مادة الديوكسين، التى تنبعث من البى فيسى، تصنف بأنها أحد أكثر الكيماويات سمية، وهى مادة لها القدرة على تعطيل
جهاز الغدد الصماء (المسؤولة عن إفراز الهرمونات) الخاصة بالنمو والإخصاب والتكاثر عند الإنسان فهى تعطل
النمو والتكاثر، وقد تكون مسببة لعدد من أنواع السرطان، وتوجهت مصانع البلاستيك إلى إبعاده بصورة كبيرة
من نظم التغليف وأكياس أو عبوات نقل وحفظ الأغذية والمشروبات، واستطاعت مصانع فى ألمانيا (بيليفد)
الوصول إلى نسبة إحلال (بنوع آخر) بدلا من PVC بلغت فى مواد البناء فى فترة زمنية لا تتعدى العامين فقط.