كتب-هاني قاعود.
الجمعة 14 يونيو 2019م
أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودية، عادل الجبير أمس في حواره مع قناة CNN الأمريكية أن “المملكة
العربية السعودية تجري مشاورات مع الولايات المتحدة ودول أخرى، حول الخطوة التي يجب الأخذ بها للرد على الاعتداء
الارهابي الذي ضرب مطار أبها، وعلى العالم أن أن يوصل لإيران رسالة بأن أعمالها العدوانية، وهجومها على السفن
التجارية، وتوفيرها الصواريخ الباليستية للجماعات الإرهابية، مثل: الحوثي، وحزب الله ليست مقبولة”.
وفي رده على سؤال بشأن ما تريد المملكة أن تفعله أمريكا وإدارة ترمب والجيش الأميركي، قال الجبير “أن المملكة
تريد التأكد من أن أي خطوة يتم اتخاذها تكون فعالة وأن تفهم إيران أنه لا يمكن تحمل سلوكياتها. فلا أحد يريد الحرب
إلا أن الأمر يرجع إلى الإيرانيين، فهم الذين يقومون بالتصعيد. الحقيقة هي أن مطار مدينة أبها السعودية تمت مهاجمته
، وأصيب 26 شخصاً منهم سيدة هندية، وهذه السلوكيات ليست مقبولة ويجب أن تتوقف”.
وفي رد على سؤال عما إذا يتوقع هجمة من الجيش الأميركي ضد إيران، قال الجبير أنه يعتقد أن الجميع يحاول
تجنب الحرب إلا إيران، نحن نحاول استخدام الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية لكي تقوم إيران بفعل الصواب
، ولكي نوضح لإيران أن سلوكياتها ليست مقبولة”.
وفي سؤال حول وجود تعاون ومشاركة سعودية في حال قامت أمريكا بتدخل عسكري، قال الجبير “نحن وأمريكا حلفاء
، ودائما نقف بجانب بعضنا، لكن لا أعتقد أن أمريكا تخطط لهجوم عسكري. ولكنها تريد أن يكون هناك هجوم مختلف لمنع إيران من العدوانية”.
وحول سؤال عن وجود استراتيجية لتقليل التوترات التي من الواضح أنها تتصاعد والأمر خطير جداً، قال الجبير
“إنه وضع خطير بالفعل، وقد أوضحت المملكة للإيرانيين عن طريق رسائل، وأميركا أيضا قامت بإرسال رسائل
عن طريق دول أخرى، مفادها أن لا أحد يريد الحرب، والإيرانيون يجب ألا يميلون إليها. الرسائل كانت واضحة
بأننا سندافع عن مصالحنا، ولن نسمح لإيران بتهديدنا، نريد تجنب الحرب بكل الطرق لأن الجميع يخسر في الحرب”.
وحول سؤال عما إذا العقوبات الدولية والأمريكية والسعودية ضد إيران، ستكون مؤثرة، رد الجبير “نؤمن أن أي عقوبة
ضد إيران ستكون مفيدة في إقناعها بأن الطريق الذي تتبناه هو طريق مسدود”.
وفي رده عن موقف المملكة العربية السعودية حالياً فيما يخص الحصول على سلاح نووي، خاصة وأن ولي العهد السعودي
كان قد ذكر أن بلاده لا تريد الحصول على سلاح نووي، وكان رأي الجبير في الماضي أنه لا خيارات متاحة فيما يخص السعودية
، رد الجبير قائلاً: “أوضحنا مسبقا أن حصول إيران على سلاح نووي أمر غير مقبول، كما أنه خطر على المنطقة والعالم
، وأن السعودية سوف تفعل ما بوسعها لحماية مصالحها. قلت مسبقاً إننا لا نقبل المساس بأمرين، هما عقيدتنا وأمننا، وسنفعل ما بوسعنا لحماية وطننا وشعبنا”.
وحول سؤال عما إذا كانت المملكة منفتحة على خيار إمكانية الحصول على سلاح نووي، قال الجبير “إن المملكة العربية
السعودية أكدت أنها ستفعل كل ما بوسعها لحماية الوطن، وإذا قامت إيران بالحصول على قدرات نووية، فهناك
دول أخرى ستعمل على الحصول على قدرات نووية، ومنها السعودية.”
وحول سؤال أن العقوبات لا تجدي نفعاً مع إيران، التي كما قال وزير الخارجية الأميركي عنها إنها تفعل أموراً تًشَّكِإذ
تطوراً غير مسبوق، قال الجبير “إن إيران تقوم بهذه الأمور لأن العقوبات انعكست بأضرار وخيمة على الإيرانيين
، وارتفع التضخم، وسيطرت حالة الاستياء على الشعب ضد السياسة التي يتخذها النظام الإيراني الذي يشعر بالضغط،
ومن الممكن أن تكون هذه محاولة من النظام الإيراني لتحويل الضغط من الداخل إلى الخارج، لكنه لن ينجح في ذلك.”
وحول سؤال بصدد قيام الولايات المتحدة بفعل صحيح عندما تخلت عن الاتفاق النووي الذي أبرمه الرئيس
أوباما في 2015 مع إيران، قال الجبير “إن المملكة العربية السعودية
كانت أول من دعم انسحاب أمريكا من الاتفاق، لأنه اتفاق ضعيف، يسمح لإيران بالتخصيب، كما أنه لم يتعامل
مع دعم إيران للإرهاب، أو تصديرها الصواريخ الباليستية للجماعات الإرهابية، أي أن امريكا لم يكن لديها اتفاق
مؤثر يتعامل مع تهديد إيران للمنطقة، وبالتالي فلا داعي له.”