كتب : عادل سليمان
محلات سيمون أرزت الشهيرة في بورسعيد 👑
البعض قد يبدو مبهورا بالصورة الساحرة لمدينة بورسعيد في الاربعينات التي تظهر في مسلسل ليالي أوجيني.
لكنها في الحقيقة لم تكن حتى تقارن بما كانت عليه المدينة الباسلة في عصرها الذهبي!
أحد أشهر معالم بورسعيد الذي شهد أوج تقدمها وجمالها كانت محلات سيمون ارزت Simon Arzt Store الشهيرة.
سيمون أرزت تاجر التبغ اليهودي التركي الذى امتلك أحد أكبر المتاجر فى مصر فى القرن الماضي.
قام بافتتاح
متجره الاول فى شارع الأمير فاروق “النهضة” حاليا سنة 1869 ثم قام بافتتاح سنتر تجاري كبير (المول بما يقال عليه الان)
يحمل اسمه بشارع فلسطين سنة 1923.
كان واحدا من أكبر المتاجر في عصره، وأصبح نقطة جذب شهيرة على مستوى العالم.
كانت مساحته ما مجموعه حوالي ألفي متر مربع، مع واجهة الشارع من أربعين مترا ويتألف من قاعة مستطيلة
مع صالات العرض على طابقين.
يسمح السقف الزجاجي بإضاءة عن طريق الضوء الطبيعي.
كان المبنى مثال نموذجي من النمط المعماري الأوروبي الحديث على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، كما هي اليوم
مع جاليريا فيتوريو ايمانويل الثاني في ميلانو و نابولي.
ولم يتبقي من ذلك الطراز المعماري الأثري إلا مبني واحد فقط شبيه للمبني الموجود في بورسعيد، وهو متجر أثري
في نابولى بإيطاليا وهو يتبع عائلة سيمون أرزت أيضا!
كانت مواعيد العمل به ترتبط بمواعيد وصول البواخر لميناء بورسعيد فلم يكن من الغريب أن تراه مفتوح و يعمل فى اي وقت من اوقات اليوم.
كانت تباع فيه أفخم وأحدث المنتجات التي كانت تأتي من كل مكان في العالم
وكانت البضائع مستوردة من مالطا والصين، والفضة من دمشق، بجانب المطرزات والملابس المصرية والهندية!
كل أنواع الإحتياجات كانت متوفرة من أول الطربوش الأحمر والملابس الجاهزة، مستحضرات التجميل والملابس الاستوائية.
كان هناك أيضا صالون لتصفيف الشعر، واستوديو تصوير ، وصيدلية، ومحلات الزهور، وحتى مكتب البريد.
وكذلك كان يباع فيه التبغ الشهير الذي كانت تصنعه مصانع الخواجة نفسه
وكانت لها شهرة كبيرة.
أي كان يعتبر أول مول متكامل ينشأ بذلك الشكل الحضارى!
كما كان له فريق يقوم بالصعود على سطح السفن العابره للترويج لبضائعه و بيعها للمسافرين.
حيث كان المسافر في طريقه إلى أفريقيا، الهند والشرق الأقصى يتوفر له كل ما تحتاجه طالما باخرة الركاب تكون في مرساها على رصيف الميناء.
وعندما ذاع صيت المتجر وأصبح رواده من كل الجنسيات والسفن ترسو خصيصا ليذهب البحارة إليه، قرر مالك المتجر
أن يجعل هناك زيا موحدا لونه ” أبيض و أحمر” لكل العاملين بالمتجر مع ارتداء “شابو” أو غطاء للرأس مميزة لهم ومن يخالف ذلك كان تطبق عليه عقوبة.
ذاع صيتة بين البحارة و المسافرين الوافدين على متن السفن العابرة لقناة السويس إلى أن وصلت شهرتة إلى العالمية
و أصبح هدف لكل زائر للمدينة للتسوق و تم وضعه على خريطة السياحة العالمية فى ذاك التوقيت .
أصبحت حالته الآن يرثى لها بعد سنوات من الاهمال والسرقة وينتظر الترميم منذ عقود !