“زكاة الفطر “
إن مما بُلينا به مَن يقفون على حرفية النص ويقولون لا يجوز أن نخرج قيمة زكاة الفطر ولابد أن نخرج الحبوب
وهذا فهم مغلوط لا يستقيم قطعا في زماننا وانما يختلف هذا بمراعاه الحال والمقام والعادة والمجتمع ولابد ان بين ذلك في عده نقاط:
اولا: ما كان قوتاً (واحفظوا هذا الكلام جيداً وافهموه) ما كان قوتاً في عهد رسول الله ﷺ اصبح في زماننا الآن فاكهه
التمر كان قوتاً رئيسياً يعيش عليه الناس وفي زماننا لا تستطيع أنت ولا اي مسلم أن يعيش على التمر كل يوم الرسول ﷺ
كان يمر الشهر والشهرين علام كان عيشكم يا أم المؤمنين تقول على الأسودين التمر والماء في زماننا نحن ليس بموجود هذا الكلام
الثانيه: ما كان قوتاً في عهد رسول الله ﷺاصبح علفا للحيوانات الآن
الشعير كان يأكله الصحابه وكانوا يصنعون منه الخبز
في زماننا لا نأكل الشعير وان ما ياكله الحيوان بل ان بعض الحيوانات
تترفع عن أكل الشعير ومن ثمّ الواقع تغير والزمن تغير والحال تغير
الفقير المعدم الذي يريد أن يشتري كسوة لأولاده بماذا ينتفع من الحبوب بماذا ينتفع من الأرز والعدس والفول والفاصوليا
والتمر والشعير والذره والقمح لم يتحقق بذلك اغناءا له ولذلك فهم الصحابه هذا المعنى
لأن البعض يقول ان الأخذ بالقيمة لم يرد وهذا عين العبث وعين الخطأ لأن الذي قال بذلك لم يقرأ شيئا
الامام البخاري
في صحيحه بوب بابا بعنوان “باب اخذ العرض في الزكاه” يعني اخذ القيمه في الزكاه وهو أصح كتاب بعد كتاب الله صحيح البخاري
قال الحافظ ابن حجر نقلا عن ابن رشيد ” مال البخاري في مذهب إلى مذهب الساده الحنفيه مع كثره مخالفته لهم ولكن قاده
الى ذلك الدليل” وهو أن سيدنا معاذ رضي الله عنه لما ذهب إلى اليمن ليجمع منه الزكاه ايتوني بخميص او لبيس فإنه أيسر
عليكم وأرفق باصحاب محمد في المدينه والخميص نوع من أنواع القماش
صناعه رجل اسمه خميص سمي باسمه يقال ان طوله 5 امتار
انظر الى سيدنا معاذ الذي يعلم أن المدينه تمتلئ بالحبوب عندهم جميع أنواع الاطعمه هم يفتقرون لشيء آخر هذا
هو الفهم الراقي فأخذ سيدنا معاذ الزكاه اثوابا يمنيه لأن في ذلك مصلحة
لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم هذا هو فقه الصحابه
سيدنا معاذ بن جبل قال عنه رسول الله ﷺ “أعلم أمتى بالحلال والحرام معاذ”
يعني افقه واحد في الصحابه وفعل معاذ من دليل قوي لان
النبي صلى الله عليه وسلم زكّاه
ثم ياتي انسان يقول لنا لم يرد
انت لم تقرا ولم تبحث وليس معنى انك لم تقرا بانه ليس بموجود بل ان سيدنا عمر بن عبد العزيز بعث ينادي في الناس
خذوا زكاة الفطر صاعاً من تمر او صاعاً من شعير او ما قيمته
سيدنا ابو اسحاق السبيعي أحد ثقات التابعين قال “أدركنا أقواماً كانوا يخرجون زكاة الفطر نقودا وهو
تابعي كبير
قال عنه الذهبي: “من ثقات التابعين وكبار علمائهم”.
إذن الذي يدعي ان هذا ليس بوارد
ولا يعلم شيئاً بل هو بعيد عن واقع الناس وبعيد عن فهم الإسلام في حقيقته الذي
جاء ليعامل الناس على اختلاف أزمانهم وأمكنتهم ويرفع الحرج عن الناس
وهذه محاسن الشريعه الاسلاميه والذي يجب ان نطبقها وفق مراد رسول الله ﷺ
أما ما يتعلق ببلاد المجاعات في الصومال وغيرها الاولى فيها الحبوب والطعام والشراب
لانهم في حاجة ماسة إلى ذلك وليس في حاجه الى المال ومن يعيشون في الواحات و الاماكن النائيه
من فضلك لا تخاطب الناس بما لا يعرفون ولا يتناسب مع واقعهم وحالهم ودع هذا لأهل الاختصاص.