كتب : أديب سلامة
🏋🏋 البطل المصري خضر التوني الذى قال له أدولف هتلر وهو يصافحه
: كم كنت أتمنى أن تكون ألمانيا وأريد أن تعتبر ألمانيا وطنك ، و اطلق اسمه على احد شوارع المانيا !!
في برلين عام ١٩٣٦ ، ظهر بطل مصري ذهبي في رفع الأثقال ، انه ابن شبرا و الذي خطف الأضواء في سماء برلين، فهز عرش
الرجل الذي هز العالم كله : “مستحيل!” .. الكلمة التي قالها زعيم المانيا أدولف هتلر
في اندهاش و ذهول ، عندما شاهد البطل المصري
يتألق ويتفوق على كل لاعبي العالم، ويخطف ذهبيتي رفع الأثقال من أبطال ألمانيا، فيتوتر ويخرج عن شعوره ،
كانت مفاجأة كبيرة للفوهرر ذلك أن البطل ليس من العرق الآري انه المصري خضر التوني
، لنتعرف سويا على البطل المصري ..
ولد خضر التوني في 15 ديسمبر عام 1916م بحي شبرا بالقاهرة ، نشأ في أسرة بسيطة كان والده يملك دكانا لبيع الجلود
في منطقة بين الصوريين، لم يتلق خضر أي تعليم لكنه كان شغوفا بالرياضة منذ طفولته .
اشترك خضر التوني في نادى شبرا الرياضي ،
حيث مارس هواية رفع الأثقال وقتها، وقد أعفي من رسم الاشتراك لنبوغه الرياضي . وفي عام 1934شارك التوني في بطولة
القاهرة مسجلا رقما مصريا قياسيا قدره 245 كجم خطف ونطر . سأل “خضر” عن الرقم العالمي فعرف أنه 106.5 كجم في
رفعة الضغط، فلما أقيم مهرجان رياضي كبير في جمعية الشبان المسلمين عام 1935
تمكن “خضر التوني” من ضرب الرقم القياسي العالمي و رفع 107.5 كجم ضعفا .
شارك خضر التوني في دورة الألعاب الأوليمبية ببرلين عام 1936م وكان عمره 19 عاما وقد ذهب للأولمبيات وحده ممثلا مصر
بجهوده دون دعم من الحكومة وكان على موعد مع مقابلة أبطال العالم في
اللعبة وكسر أرقامهم ، وقتها كانت الصحف العالمية
ترجح كفة الثنائي الألماني “أزمير” و “وأغنر” للفوز بالمرتبتين الأولى والثانية وكان زعيم ألمانيا أدولف هتلر واثقا من فوزهم
و لإيمانه بنظرية تفوق العرق الآري ، لكن التوني حقق انتصاراً فذاً على بطلا ألمانيا
في هذه الدورة وحصل على الميدالية الذهبية
في وزن المتوسط بعد أن حطم الرقم القياسى الأوليمبى ثلاث مرات، وبلغ مجموع رفعاته في هذه الدورة 387.5 كجم .
عندما شاهد هتلر خضر ، أعجب به بشدة وطلب لقائه في المقصورة الرئيسية و كان مشهدا مهيبا ، ارتفع علم مصر ذو الهلال
و النجوم الثلاث فوق حاضرة ألمانيا و صدحت الموسيقى بالسلام المصري ووقف “أدولف هتلر” يستقبل أعظم
رافع أثقال في العصر الحديث و قال لخضر التوني :” أهنئك و لمصر أن تفخر بك، أرجو أن تعتبر أنك هنا في ألمانيا بلدك الثاني
، وددت لو كنت ألمانيا هر “توني” ، ثم قرر إطلاق اسم “خضر التوني”
على أحد شوارع مدينة ميونخ في ألمانيا تكريما له .
وقد شارك خضر في دورة الألعاب الأوليمبية بلندن عام 1948م وكان يستعد
للحصول على الذهبية لكن لسوء الحظ أصيب بالتهاب
في الزائدة الدودية قبل يوم واحد من النزال، و مع هذا احتل المركز الرابع وسط دهشة الحاضرين . كما فاز خضر التوني
عام 1949م ببطولة العالم، ثم بطولة العالم في الوزن المتوسط عام 1950م
وقد ذاعت شهرة التوني في العالم كله وأطلقت عليه
الصحف العالمية ألقاب : ” بطل أبطال رفع الأثقال وأقوى رجل في العالم والبطل الذي لا يقهر” .
و هكذا ظل التوني لمدة 15 عاما محافظا على أرقامه ومحتفظا ببطولته وهو ما لم يحققه غيره في سجل التاريخ الرياضي
. وضع اسم خضر التوني في صدارة قائمة عظماء الحديد في التاريخ وهي القائمة السنوية التي يصدرها الاتحاد الدولي
وتشمل 50 أعظم بطلا في التاريخ وفقا للأرقام المسجلة والأمد التاريخي الذي عاشته ، حيث لم تتحطم أرقامه
لمدة 50 عاما فمنذ دورة برلين وخضر التوني يحتل رقم 1 في هذه القائمة حتى عام 1996 حين استطاع البطل التركي سليمانو غلو
كسر هذا الإعجاز واحتلال المركز الأول ، ليتراجع خضر التوني إلى المركز الثاني في قائمة العظماء السنوية .
كان ملوك الحديد “التوني” و زملاؤه يمارسون الرياضة كهواية فلم تكن ممارسة الرياضة وقتها تحقق مكاسب مادية كبيرة
و كان غاية ما يحصلون عليه هو قسائم من شركة الترام لركوب الترام مجانا . الجائزة الوحيدة كانت بوليصة تأمين على
الحياة بقيمة ألف جنيه و من المفارقات القدرية العجيبة ، أن “خضر التوني” لم يهنأ بقيمة التأمين ، رغم أنه استردها
بهدف بناء منزل له و لأولاده في حلوان ، فبعد أن بنى المنزل و أثناء قيامه بتركيب أحد المصابيح، أصيب بماس كهربائي فسقط ميتا
في لحظة عن أربعين عاما وذلك فى 22 سبتمبر من عام 1956 ..
تم إطلاق اسم خضر التوني على أحد الشوارع الرئيسية في الإسكندرية وفي مدينة نصر وعلى أحد ميادين حلوان
.. ليظل اسمه خالدا في وجدان المصريين .. رحم الله البطل خضر التوني .