الفتح 3
وتكملة لأحداث الفتح العربي لأسبانيا عند ما إنتهينا نكمل اليوم الحديث فالعرب بما أنعم عليهم الله بنعمه وخاصة نعمة الإسلام
التى لا يضاهيها نعمة في الوجود كله فكان الفاتحين شأنهم أن يدعموا إستقرار البلاد بهذه الإصلاحات ومن ثم توزعوا على
مختلف المناطق في شبه الجزيرة ينشرون حولهم الأمن والأمان والسلام فى غيبة من المنازعات الجنسية والقبلية التى ظلت..
حتى الأن حبيسة النفوس. وبدأت ثمار الفتح تؤتى أكلها أرزاقآ جارية وطيبات كريمة وهدأت الحماسة الحربية رويدآ
رويدآ ولكنها كانت تتجه اتجاهآ مضادآ حيث الفاتحون أنفسهم وقد كانوا يتألفون من العرب والبربر.. وتشير المصادر التاريخية
الى المنازعات التى وقعت بين العرب والبربر منذ فجر التاريخ العربي علي أرض أسبانيا وقسوة الصدام الذى كان يقع بينهم
ولكنها تغفل. في الوقت نفسه. خيطآ دقيقآ يظل يمتد في سرية بالغة حتى أواخر القرن الرابع الهجرى وأوائل القرن الخامس
حين نرى موجات العنف البربري تأخذ بخناق الحضارة ا لقرطبية الزاهرة وتخلف في إنحسارها الأمجاد العربية علي أرض الأندلس
هشيمآ تذروه الرياح. كما تشير هذه المصادر أيضآ إلى الخلافات التى دبت بين العرب أنفسهم مضريين ويمنيين والتى
حملوها وجابوا بها الشمال الأفريقى من المشرق إلى الأندلس وهذه الخلافات القبلية هى التى مهدت الطريق أمام الدوله العربية
الأموية كى تبدء هناك من حيث إنتهت فى المشرق. وليس من شاننا نفصل القول فى تلك المنازعات وهذه الخلافات فلهذا مكانه
في كتب التاريخ وإنما يعنينا في المقام الأول أن نوضح في مسار الحضارة العربية علي أرض أسبانيا وهنا نقف ونكمل قريبا إنشاء الله