متابعة /سهير يوسف
والكاتب الصحفي /أيمن بحر
إنشغلت الصحف الألمانية فى تعليقاتها بإعتراف ترامب بسيادة إسرائيل
على الجولان والتصعيد مع حماس، وتناولت آثار ذلك كله على المنطقة والقضية الفلسطينية وموقف نتنياهو فى الإنتخابات
وموقف حماس من الفشل فى تحسين وضع سكان غزة، ربطت صحف المانية فى تعليقاتها بين إعتراف الرئيس الأمريكى
دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، والإنتخابات
المزمعة فى إسرائيل وعلاقة ذلك بالقضية الفلسطينية والصراع مع حماس وكذلك موضوع حل الدولتين.
وكتبت صحيفة “فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ” تقول: “الموقف الإستراتيجى لن يتغير فيه شئ. (…) والأمر الأكثر إثارة للإهتمام
هو ما إذا كان إعلان ترامب سيحقق المقصد المفترض، أى: مساعدة نتنياهو فى الحملة الإنتخابية قطعاً، سيكون رئيس
الوزراء الإسرائيلى ممتناً فى الوقت الحالى لأى عنوان رئيسى يصرف عنه (الى حد ما) مزاعم الفساد الموجهة له، (…)
ترامب، الذى لا يزال هناك من يستهين بإحساسه بالتوقيت السياسى، قد ضرب عصفورين بحجر واحد، فهو يدعم رجله فى القدس،
كما يمكنه أيضاً أن يُلَمِّع نفسه من جديد فى بلده (أمريكا) كصديق لإسرائيل، بينما يواجه الديمقراطيون حالياً مشكلة تخص معاداة السامية “.
أما صحفية “راينبفالتس”، التى تصدر فى لودفيغسهافن فقالت: “ترامب يقول الآن للعالم عليكم الإعتراف بأن مرتفعات
الجولان تنتمى لإسرائيل “ولو نجح (ترامب) بخصوص ضم الجولان، فإن الخطوة القادمة ربما تكون الأراضى الفلسطينية
فى الضفة الغربية”، وتؤكد الصحيفة “كلا، هذا ليس حكيماً، كما أنه مخالف للقانون الدولى”.
وتتحدث صحيفة “ميتلدويتشه تسايتونغ” من مدينة هاله عن “نهاية حل الدولتين” فكتبت تقول: “الإحتجاجات الغاضبة
من تركيا وإيران وسوريا تعطى مؤشراً على تهديد بالمزيد من زعزعة إستقرار المنطقة، خطوة ترامب تأتى لصالح المتطرفين
الإسلامويين، والأسوأ هو أن الموافقة على ضم الأرض يمكن أن يشجع اليمين الإسرائيلى، بتحويل حلمهم، بضم الضفة
الغربية المكتظة بالسكان، الى واقع، وقد يكون ذلك النهاية الختامية لحل الدولتين وربما يتسبب فى إندلاع حرب جديدة”.
أما أوغسبورغر الغماينه فنبهت الى أهمية الجولان بالنسبة لوجود إسرائيل وكتبت: “الملاحظة بعقلانية (تظهر أن) الرئيس
الأمريكى يتبع السياسية الواقعية فقط: فلو تخلت إسرائيل عن الجولان لكانت أيامها معدودة، فسلسلة التلال على الحدود
مع سوريا هى البوابة المثالية لأعداء إسرائيل، الميليشيات الإيرانية فى سوريا والفيالق التى توجهها وكذلك حزب الله اللبنانى،
الذى تموله طهران أيضاً،على الرغم من أن الهجوم الصاروخى الأخير من قطاع غزة على تل أبيب يبدو أنه يشير الى عكس ذلك
: لم يعد الصراع الفعلى فى الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنما بين إسرائيل وإيران- نظام يظهر بعدوانية
متزايدة وله هدف واضح: إزالة إسرائيل من على الخريطة السياسية”.
ونبهت “هانوفرشه تسايتونغ” الى خطورة قرار ترامب من عدة نواح، حيث كتبت تقول: “ضرب ترامب بالقانون الدولى
عرض الحائط بشكل منفرد والتدخل بشكل صارخ فى حملة إنتخابية أجنبية، لا ينتهك كل قواعد الدبلوماسية فقط،
وإنما هو قرار بغيض بشكل خاص، لأنه يتدخل لصالح سياسى مراوغ، مهدد الآن بإتهامات فى قضايا فساد وخيانة أمانة وغش،
(سلوك ترامب) يشكل خصوصاً مخاطر هائلة على الشرق الأوسط: فجيران إسرائيل سيشق عليهم قبول تحول الحدود دون رد فعل”.
وعن التصعيد بين غزة وإسرائيل كتبت صحيفة “شتراوبينغر تاغسبلات” تقول: “صاروخ قطاع غزة طار داخل البلاد
ولم يتم إعتراضه من قبل منظومة الدفاع الجوى” القبة الحديدية “، وهذا يضع نتنياهو تحت ضغط، وقبل أسبوعين
من الإنتخابات يتساءل الكثيرون عما إذا كان أمن البلاد فى يديه هو فى أياد أمينة حقًاً، أو ما إذا كان من الأفضل
أن يتركه لمنافسه، الجنرال السابق بينى غانتس، وبإمكان نتنياهو أن يتباهى بإعتراف ترامب بالجولان كأرض إسرائيلية،
لكن ذلك سيجعل الوضع أكثر تعقيداً”.
أما صحيفة “فرانكفورتر روندشاو” فكتبت تقول: “بالنسبة لرئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو ستكون الإنتخابات التى تجرى فى 9 أبريل/ نيسان بمنزلة أكون أو لا أكون (…) ويمكن للصراع مع غزة
أن يصنع السباق، وعلى كلٍ فالقضايا المرفوعة ضد نتنياهو جعلته فى حالة من الذعر، لذلك كله ربما يميل الى فرد اليد
شديدة البأس فى غزة، خاصة وأن الطلب بعدم السماح لحماس لتسبب ضيقاً (لإسرائيل) بعد ذلك، يزداد شعبية بين الإسرائيليين.
العلامات تشير الى التصعيد، أما الفاتورة فيدفعها غالباً المدنيون الإسرائيليون والفلسطينيون.
غير أن “هيسيشه نيدرزيكسيشه الغماينه”، التى تصدر فى مدينة كاسل نبهت الى أن التصعيد قد يكون مناسباً من وجهة نظر حماس
أيضا، فكتبت تقول: “بسبب الإنتخابات البرلمانية المقبلة يقع نتنياهو تحت ضغط هائل خصوصا من قبل معسكره القومى المحافظ،
من أجل أن يقوم أخيراً بإضعاف حماس بشكل حاسم، لأن المنظمة المسلحة، التى هى فى الوقت نفسه الحزب الحاكم (فى غزة)
، هى من وجهة النظر الإسرائيلية المسئول عن كل ما يحدث فى غزة، حتى لو لم تكن هى من أطلق الصواريخ، نتنياهو،
المرهق بسبب قضية فساد، يرى نفسه مطالباً الآن خصوصاً بإظهار الصرامة، وحماس أيضا ربما يأتي التصعيد في الوقت
الحالي مناسبا لها. فلا شئ يبدو الآن أكثر ملائمة من منظورها لتشتيت الإنتباه عن فشلها الذاتى، من خلال القاء كل اللوم
على العدو إسرائيل، ورميها بأنها السبب فى العيش المزرى لسكان الشريط الساحلى (غزة).”