كتب-هاني قاعود.
ثوان قليلة سمع فيها “ماهر” جملة القاضي “إحالة أوراق المتهم للمفتي للتصديق على إعدامه”، أعادته سنوات طويلة للوراء
، استرجع فيها 20 عاما من الزواج انتهت بنظرة ندم وضياع لـ”بلطة” كان يمسكها بيده وطرفها يلمع بلون الدم، بعد أن سدد
بها عدة ضربات قاتلة على رقبة زوجته وهي نائمة حتى كادت رأسها تنفصل عن جسدها، بسبب معايرتها له وسوء معاملتها بعد
أن أصابه عجز في يده وترك وظيفته ومشاركتها في الإنفاق على الأسرة بعمل إضافي.
تزوجا عن حب استمر لفترة قبل الزواج، وزواج استمر لمدة عشرين عاما حتى أنجبا من الأطفال خمس أبناء ثلاث بنات وولدين،
وكانوا يعيشون حياتهم في البداية ببيت عائلة الزوج، حتى حدثت مشكلة بين الزوجة وأخوات الزوج فقام الزوج بإيجار شقة
بشارع سعد الدين بحلوان، ولكن مع مرور الوقت حدثت مشكلة بالشركة التي يعمل بها الزوج وإصابته ما أدى إلى عجز بيد الزوج
ترك على إثره الشركة لمدة ثلاثة أشهر لا يقدر على العمل ولكنه بعد فترة قرر ترك الشركة والعمل بورشة حدادة.
لم تتحمل الزوجة مرض زوجها فبدأت بتنغيص حياته ومعايرته بعجزه طالبة منه التصرف في النقود للإنفاق على البيت، إلى أن
قررت الزوجة بعد إلحاح منها على الزوج التوجه للعمل كعاملة بمستشفى، فوافق الزوج لإنفاقها هي على البيت وعدم مقدرته على
تلبية احتياجاتها هي وأولادها. كما طالبته بعدم النوم بجوارها إلا حينما يقوم بالإنفاق عليهم.
التحقيقات أشارت إلى أن الزوجة كانت يوم وقوع الحادث تعمل بوردية وعادت إلى منزلها في السادسة صباحا كعادتها ذاهبة
إلى غرفة النوم الموجود بها أطفالها فاستيقظ الزوج في العاشرة من صباح الجمعة 6 يونيو 2018، ليذهب إلي عمله بورشته
صاعدا لسطح منزله لإحضار بعض الملابس، ليوسوس له الشيطان بالدخول للشقة مرة أخرى ليضع ملابسه جانبا ويقرر
تنفيذ ما راوده كثيرا وهو التخلص من الزوجة وإنهاء مأساته معها بل وإنهاء حياتها أيضا.
تسلل الزوج إلي المطبخ وأحضر “بلطة” وانطلق للغرفة التي تنام بها المجني عليها “صفاء. ت. ح”، التي تبلغ من العمر 41 عاما
مع أولادها “حنين 14 عاما، أحمد 7 سنوات، محمد 9 سنوات”، وهي نائمة على سريرها والطفلين على السرير الآخر، والطفلة
بين السريرين أرضا ليقوم الزوج بالإمساك بالبلطة بيده الاثنين منقضا على رقبتها بعدة ضربات فاسيقظ الطفل “أحمد” ليقوم بالركض
عند رؤيته لمنظر والدته ويستيقظ الطفل “محمد” محاولا الإمساك بيده ليقوم بدفعه، وتستيقظ “حنين” فيقوم بتسديد آخر
ضربه للمجني عليها والخروج من الغرفة ملقيا البلطة بالطرقة لتقوم “حنين” بالاستيقاظ لتجد والدها ممسكا بـ”البلطة”
ويتساقط منها قطرات دماء وتبادر بالصراخ في الشارع ويفر هو هاربا.
وتروي الطفلة حنين مأساتها، قائلة: “كنت نائمة في الغرفة على الأرض وأشقائي الصغار أحمد ومحمد على الفراش مع والدتهم المجني
عليها فسمعت صوت صراخ عالي من داخل الغرفة، وإخواتي يقومون بإيقاظي لألحق بوالدتي، فهممت من النوم لأجد أمي
ملقاة على فراشها على ظهرها غارقة في دمائها، ووالدي يقف بين السريرين ممسكا بيده آلة حادة تشبة البلطة، بسن
مدبب يتساقط منها قطرات من الدماء والمجني عليها مسجاة على ظهرها ينزف من رقبتها دماء غزيرة وكان والدي يقوم بضربها
بها فقومت بالخروج بسرعة خارج الشقة للشارع والصراخ بصوت عالي للاستعانة بأحد فأقدم الجيران لإسعاف والدتي
، لكنها فارقت الحياة فاتصالنا بالشرطة ليفر والدي هاربا”.
بعد ضبطه وتقديمه للمحاكمة، وصلت القضية لجلسة الحكم، وظهر المتهم يجلس بداخل القفص الحديدي، في أحد قاعات
محكمة شمال القاهرة، عينيه تدور بكل مكان في القاعة، يبدو عليه علامات الخوف مترقبا صعود هيئة المحكمة المكونة
من المستشار صلاح محجوب عزوز وعضوية المستشارين خالد مصطفى محمد ووليد محمد شحاته، لم تغفل عيناه
عن مراقبة حركة شفاه القاضي ليسمع قرارها الذي يقضي بإحالة أوراقة للمفتي ويتم تحديد جلسة 4 أبريل للنطق
بالحكم لينزل على مسامعه كالصاعقة يخر بها جالسا على ركبتيه مستسلما لأ