كتب -هاني قاعود.
الثلاثاء 12 مارس 2019م
على مدى سنوات مضت، سجلت المرأة السعودية ابداعها الفني ووضعت
بصماتها وحضورها في مجالات الأدب والصحافة والفنون، وقطعت أشواطًا طويلة في هذا المضمار حتى أصبحت الساحة العامة
بالمملكة تزخر بأعداد كبيرة من الأسماء النسائية، التي أثمرت تجاربهن الكثير من النجاح والتميز في تلك المجالات.
الشاعرة فوزية أبو خالد
تعتبر الشاعرة فوزية أبو خالد المولودة في الرياض سنة 1956 من الأصوات الشعرية المجددة في المملكة العربية السعودية،
درست في الجامعة الأميركية ببيروت، وفي الولايات المتحدة وبريطانيا،
وحصلت على الدكتوراه في “المرأة والخطاب السياسي” من جامعة سالفورد بمانشستر.
تتلمذت على أيدي أعلام في الثقافة كالشيخ حمد الجاسر ود. إحسان عباس، والشاعر خليل حاوي، ود. هشام شرابي،
ود. سلمى الخضراء الجيوسي، وصدر لها عدد من المجموعات الشعرية، بدءاً من “إلى متى يختطفونك ليلة العرس”،
“قراءة في السر للصمت العربي/ أشهد الوطن” (1982م)، “ماء السراب” (1995)، “مرثية الماء”، (2005)،
“شجن الجماد” 2006. وتُرجم عدد من أعمالها الشعرية إلى اللغات الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية.
الفنانة التشكيلية صفية بن زقر
في عام 1940 شهدت حارة الشام في قلب مدينة جدة القديمة مولد الفنانة التشكيلية صفية بن زقر التي اشتهرت بتوثيقها للفلكلور والمظاهر الاجتماعية والثقافية والمعمارية لمدينة جدة ومنطقة الحجاز.
وتُعَدُ صفية بن زقر من أوائل مؤسّسي الحركة الفنية التشكيلية في المملكة، فكانت بداياتها في عام 1968 بمعرض فني خاص
بها في مدرسة دار التربية الحديثة، لتتوالى بعدها النجاحات والأعمال التي حملت بصمة مميزة لها كفنانة سعودية تنقل التراث
السعودي للأجيال والعالم من خلال معارض ناجحة في مختلف المدن والأقطار، لتشتهر بلوحتها “الزبون” التي عُرفت إعلاميا باسم
“موناليزا السعودية”. وحصلت على جوائز وتكريمات عدة، منها وسام الملك عبدالعزيز.
أقامت معارضها الدولية في كل من باريس وجنيف ولندن حتى عُرِفَّت من خلالها صفية بن زقر كفنانة التراث السعودي محلياً
ودولياً. وبعد رحلة ثلاثين عاماً على طريق الفن التشكيلي، حققت حلمها بتأسيس “دارة صفية بن زقر” التي تضم لوحاتها
ومقتنياتها الفنية، ومرسمها الخاص ومكتبتها. وقد أرادت صفية أن تكون الدارة منبراً ثقافياً شاملاً يستنير به الأجيال، ففتحت
أبوابها لإستقبال كل زائر وباحث، وأقامت ورش عمل فنية، وقدمت محاضرات ثقافية للمهتمات بالأدب والفنون التشكيلية.
وبمناسبة افتتاح الدارة في يناير عام 2000م، صدر كتاب الفنانة صفية بن زقر الثاني “رحلة عقود ثلاثة مع التراث السعودي”.
الكاتبة والأديبة رجاء عالم
وُلدت في مدينة مكة عام 1956، وحصلت على بكالوريوس الأدب الانجليزي من جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام
1980. وبدأ مشوارها الإبداعي من خلال عالم الصحافة حيث بدأت ككاتبة في صفحة (حروف وأفكار)
في جريدة (الرياض)، وكذلك في الملحق الأسبوعي التابع للصحيفة نفسها. بدأت كتابتها الأدبية في المقالة والمسرحية والرواية،
وشكلت هي وشقيقتها الرسامة شادية عالم ثنائياً لافتاً في الفن والثقافة والأدب. تُعَدُ من أهم الكاتبات العربيات
وتنتمي إلى أحدث جيل من الروائيات السعوديات منذ ظهور الرواية السعودية في النصف الثاني من القرن العشرين،
وتتميز رواياتها برمزية صوفية. فازت بجائزة الرواية العربية (البوكر) لعام 2011 عن رواية “طوق الحمام” وهي أول روائية عربية تفوز بهذه الجائزة. ترجمت بعض أعمالها للإنجليزية والإسبانية.