العريش – جمال ابوهاشم
في احدى زوايا معرض ضم العديد من المقتنيات القديمة جلس ” مصطفى جلبانه ” الذى بدت هيئته انه جزء منسجم معها
، قال بصوت معلق بقلب مثقل بالهموم ” لا اخفى عليك انى شعرت برعب شديد عندما دخلت المعرض خشية ان اسمع منك عرضا
لشراء مقتنياتي ” رغم ان الظروف دفعتنى لان اعلق لافته على باب المعرض بانه للبيع
و للتصفية ، فقد وصلت امام احتياجات اسرتى اليومية الى نهاية المطاف .
يحكى ” مصطفى محمود جلبانه ” مصمم التحف و جامع المقتنيات القديمة عن ما آلت اليه الاوضاع ودفعته لعرض
مقتنياته و تصاميمه للبيع فليس هذا ما كان يخطط له ، ما يدفعه الى
ان يرسل استغاثه اخيرة لكل المهتمين بان يوفروا له الدعم الكافى
ليستمر فى مهنته و هوايته التى يراها انها متميزة فى زمن تغيرت فيه القيم
يقول ” جلبانه ” بدأت علاقتى بالتصميم منذ سنوات الطفولة و كان اول
ما صممته فانوس رمضان بشكل مخالف للذى كان يصنعه الاطفال
، و كذلك تولد عندى شغف رؤية الاشياء القديمة و الحرص على جمعها فى مختلف المجالات ، و اضاف انه تخرج من كلية الهندسة
فى جامعة حلوان العام 91 ، ثم سافر الى السعودية ليقوم هناك بتصميم المقتنيات
و الهدايا القيمة للشيوخ و المتميزين فى المجتمع
، حتى انتهت علاقته بالسعودية بعد حكم قضائى لم يحقق له التقدير المناسب لاعماله التي قال ان تصاميم له ثمينة جدا
استولى عليها آخرين ، و فقد بعدها الكثير من ثروته و عاد الى العريش
ليفتح معرضا ويعرض هوايته فى التصميم الا ان ذلك الوضع
استمر فى التدهور عاما بعد عام حيث ان الاوضاع فى العريش محكومة بتفاصيل اخري بعيده عن مجال عمله.
يضم المعرض الذى يوجد فى شارع جانبى وسط مدينة العريش مجموعات من الكاميرات القديمة جدا و كذلك الكتب
و اجهزة الراديو و التلفزيون و الساعات و العملات و اشياء كثيرة متنوعه ، و يقول ” جلبانه ” هذه الاشياء لم تكن ابدا للبيع
فقد كنت اجمعها كهواية و اسمح لاى شخص بان يحضر ليلتقط الصور بجانبها ، و انا بالاساس مصمم تحف اقوم بتصميم
الهدايا من مكونات مختلفة وفقا للمناسبة او رغبة الزبون وعلى استعداد ان اشارك فى تصميم اى مقترح لنشر الجماليات
فى مدينة العريش او اى مكان اخر و انا ارسل استغاثه لانقاذ شئ اعتبره جميل و مميز فى مدينة العريش فاولادنا
بحاجه الى ان نغرس فيهم هوايات متميزة بدلا من غرس ما يؤدى الى الضياع