بكل صراحة
أغمضت عينى كثيرا عن ما يحدث أخيرا فى مصر ، منافيا لكل ما لدينا من قيم وأخلاقيات باسم الحرية الشخصية ، لكى لا يتهمنى البعض بالتشدد أو التخلف أو إعطاء المظهر أكتر مما يستحق .
وكنت دائما أقول لنفسى طالما غضضنا الطرف و سمحنا للبعض بإرتداء النقاب وإخفاء الوجه ضاربين بعرض الحائط حقوق المجتمع ومؤسساته فى التعامل مع أشخاص لها وجوه حقيقية بإسم الحرية الشخصية ، إذن من تجاوزت بشكل ما فى زيها الشخصى مقلدة
لمثيلتها الأجنبية ومتشدقة ببيوت الازياء العالمية فهى أيضا حرة فى نفسها تحت نفس ما يسمى بالحرية الشخصية .
ولكن عندما تتعمد ممثلات السينما المصرية أخيرا الظهور فى مهرجانات مصرية عالمية شبه عاريات لدرجة تستفز كل الأوساط
الإجتماعية بما فيهم الوسط الفنى نفسه ، ويصمت الجميع وتبارك وزيرة الثقافة هذه المهزلة الأخلاقية بحضورها ومشاركتها
دون أى تعقيب ، فهذا يتطلب وقفة على الأقل من المجتمع .
وعندما يتصادف حضورى مؤتمر مصرى عربى دولى فى فندق محترم ، فاجد جميع الفتيات التابعات للشركة المنظمة للمؤتمر
تم اختيارهن على درجة عالية من الجمال والحسن يرتدين الميكروجيب الأسود فى عز البرد ويأخذون القاعة ذهابا وإيابا
من أمام الحضور وجميعهم من أشقائنا العرب الذين حرصوا على أن ترتدى نساءهن الزى الرسمى لبلادهن ، وأسمع
من أحد الضيوف تعقيبه المخزى أنه مؤتمر عرض السيقان وليس .. … ،
فأشعر بالخجل وأيضا بالغضب فأصحاب السيقان العارية هن فتياتنا الجامعيات المصريات وهذه ليست ملابسهن المعتادين عليها
، ولكن تجبر فتياتنا على ارتداءها للعمل من قبل ما يشبه بالقوادين ويقدمن كوجبة شهية لعيون ضيوفنا فى معظم المؤتمرات
بإختلاف موضوعاتها ، فهذا هو قمة الرخص والحقارة والاستهتار بكرامتنا .
ولا أجد أى مبرر لما يحدث ، فلن تختلف نتيجة المؤتمرات لو ارتدت فتياتنا بدل فورمل تزيدهن جمالا واحتراما فى نفس الوقت ،
ولن تفشل المهرجانات بدون مصممى الأزياء المرضى والممثلات العاريات ،
ولن تنهار الفنادق الفايڤ استار فى مصر بدون الميكروجيب .
أعلم أن كلامى هذا لن يروق للبعض ولكنى أشعر أنه من واجبى كمصرية غيورة على هويتها وكرامتها وثقافتها أن أؤكد أنه لكل انسان حريته الشخصية فيما يرتدى فى مجاله الشخصى .
أما عندما يكون فى مؤتمر أو احتفال أو مهرجان يمثل بلده فعليه أن يقدر هذه المسؤلية التى يحملها وأن يعكس صورة بلده بما يليق بها
، وأن يكون هناك حدود ومن يتجاوز هذه الحدود يجد من يحاسبه من قبل الدولة ، كفانا استهتار بكرامتنا .
ونحن نبنى مصرنا الحديثة علينا إعادة بناء الشخصية المصرية بما يليق بها ، الشخصية الوسطية المنضبطة .
الأسرة و الجامعة والمؤسسات وسلطة الدولة مسؤلة مسؤلية كاملة عن حماية فتياتنا وعن التصدى لهذه التجارة الرخيصة وهذه الفوضى الأخلاقية .