متابعه/ أيمن بحر
، تفرض قوانينها الخاصة بعد مقتل القذافى، وكثير منها يدعى تبعيته للدولة اما تحت وزارت كالداخلية أو العدل أو الدفاع
بينما العديد منها هى جماعات غير منضوية تحت لواء الدولة، والعديد منها بما فيها تلك المنضوية (إسمياً) ضمن وزارات كالداخلية
أو الدفاع أو العدل متهمة حسب تقارير منظمات حقوقية ليبية ودولية بارتكاب إنتهاكات لحقوق الإنسان،
مصطلح الميليشيات أو الكتائب فى ليبيا عُرفت بعد بـثورة 17 فبراير والحرب التى إندلعت بين الموالين لنظام العقيد السابق
معمر القذافى والمعارضين له والتى تشكلت كمجموعات من قبل أشخاص ذوى أيدولوجيات مختلفة وكان هدفها المعلن
إسقاط نظام حكم معمر القذافى بغرض (إنشاء دولة ديمقراطية تعددية) وهو ماكان يصرح به مسئولى وأعضاء المجلس الإنتقالى
الليبى السابق وقادة بعض من هذه التنظيمات والذين كانوا يقولون أن دورهم سينتهى ما أن يسقط النظام، لكن عدداً منها ما زال
يجوب الشوارع بل وفى أحيان كثيرة تطبق القانون بنفسها وبعضها تشكل لاحقاً من مجموعة ميليشيات أخرى وتغيرت أهدافها،
ففي سبتمبر 2014 تسبب سيطرة مجموعة من الميليشيات التابعة لمصراته وعدد من الميليشيات الإسلامية ضمن تحالف عرف
بإسم فجر ليبيا فى السيطرة على مدينة طرابلس ما تسبب بقيام الحكومة المؤقتة بنقل أعمالها بشكل مؤقت إلى مدينة البيضاء
فى شرق البلاد، وبعضها يتبع أشخاص والبعض الآخر يتبع تيارات سياسية مثل جماعة الإخوان المسلمين، وأخرى تتبع مدن
ومناطق وجميعها ليس لديه ووضع قانونى واضح فى ظل غياب دور فعال وحقيقي للجيش الليبى والشرطة وقوات الأمن التابعة للحكومة ،
كما أنه وحسب منظمات دولية تمتلك بعض هذه الميليشيات وتدير سجون ومراكز إحتجاز خاصة بها سجلت بها حالات
عدة لإنتهاكات لحقوق الإنسان منها التعذيب وسوء المعاملة وعدم سلامة الإجراءات.
ما بعد سقوط القذافى أصبحت إعادة بناء الجهاز الأمنى أولوية بالنسبة الى حكومة رئيس الوزراء السابق علي زيدان
التى أدركت أن تولى الميليشيات مسئولية النظام والأمن (لم يعد أمراً محتملاً) حيث تعرض هو نفسه للإختطاف من قبل أحداها
أثناء توليه الحكومة فى طرابلس، وهو ذات الأمر بالنسبة للمواطنين الليبيين حيث يثير وجود هذه الميليشيات والكتائب
وعملها فى البلاد امتعاضاً حيث يرونها تزعزع الأمن وترهب السكان، خاصةً بعد الهجوم المسلح من قبل مجموعات متطرفة
على القنصلية الأمريكية فى المدينة ومقتل 4 أمريكيين بها بينهم السفير الأمريكى كريستوفر ستيفنز، حيث خرجت فى 21 سبتمبر 2012
فى مدينة بنغازي مظاهرات حاشدة ضد هذه الميليشيات المسلحة، نتج عنها إخراج هذه الميليشيات حينها من معسكراتها
فى المدينة مثل كتيبة أنصار الشريعة وكتيبة راف الله السحاتى كما أسفرت عن مقتل أربعة متظاهرين بنيران ميليشيا راف الله السحاتى
التى أطلقت النيران على المتظاهرين بشكل عشوائى ما أدى لمقتل 11 متظاهراً، أغلب الميليشيات فى ليبيا تأسست على أسس قبلية
جهوية وأيدولوجيات راديكالية وتبع ذلك إنتشار السجون والمعتقلات حيث أصبح لكل ميليشيا سجنها الخاص، من بين الميليشيات فى ليبيا:
اللواء السابع مشاه المعروف بمجموعة الكانيات، ثوار طرابلس، النواصى، 301، قوة الأمن المركزى المعروفة المدونة بكتيبة غنيوة
التابعة لحكومة الوفاق المدعمة دولياً، فصيلا الزنتان ومصرته المسيطر على طرابلس منذ 2011، ومن عام 2004 ساد تخالف
مسلحى مصراته، الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر يسيطر على شرق ليبيا بإستثناء درنة التى يسيطر عليها تنظيم
القاعدة الذى قتل 4 أمركيين من بينهم السفير الأمريكى، فجر ليبيا التابع لجماعة الإخوان، داعش تواجد منذ
20012، وغالبا ما يندلع القتال فيما بينها بسبب الصراع على النفوذ السياسى والهيمنة الإقتصادية وكذلك من أجل السيطرة
على الأرض، ورغم محاولات دمجها في حرس رئاسي إلا أن اختلاف إيديولوجياتها حال دون ذلك، ممّا جعل الأطراف السياسية
تلجأ إليها لكسب دعمها من أجل ضمان البقاء حتى حلّ بعضها محل الدولة في حفظ الأمن، وتعدّ خريطة تحالف المليشيات المسلحة
في طرابلس معقدة ويصعب على المتابع للمشهد الليبى فرزها بسهولة، فهى مقسمة بين من يعلن الولاء للمجلس الرئاسى لحكومة
الوفاق وبين من يساند المؤتمر الوطنى وحكومة الإنقاذ المنبثقة عنه، وجماعات أخرى تصنّف متطرفة تُأتمر من المفتى المعزو
الصادق الغريانى وتحمل فكر القاعدة.
لابد من الوفاق على وطن.