بورسعيد عادل سليمان
شخصية عظيمة صعب بورسعيد تعوضه وناديها المصري .
_________________________
علي مدار حياة مدينتنا الباسله بورسعيد وهي مصنعا للرجال تخرج اجيال وراء اجيال وسبحان الله اختصها ربها دون غيرها
باعلي درجات الوفاء والانتماء فلم يقطع رباطها الصري بابنائها بل ظل معلقا ليحدث ظاهرة اجتماعية نادرة انحصرت في سؤال ما سر هذا الارتباط ؟؟
واحقاقا للحق ومن غير زعل بدات درجات هذه النظرية تقل تدريجيا بصورة لافته للنظر فقد دخل عليها كثيرا من المتغيرات
والتقلبات السكانيه وخاصة بعد هبوط المنطقه الحرة علينا بسلبياتها وما صاحبها من هجرات غير شرعيه من كافة محافظات مصر
سعيا وراء الرزق وسبل العيش ليمتزجوا بابناء المدينه في خلطه سريه جديدة زاد فيها الملح شوية لتضرب اصالة المجتمع البورسعيدي
وتؤثر بالسلب في عاداته وتقاليده وموروثاته التي حافظنا عليها لحين وصول سعادتها وربنا يستر! وبطلنا واحد من جيل
العظماء الاوفياء الذين عاشوا احداث المدينه الجسام حيث ولد وتربي في مناخها الشعبي الاصيل فشكلت فيه شخصيه وطنيه
عظيمه وصلت الي اعلي درجات العشق والهوي لمدينته وسلواه وحياته بورسعيد بل ليشمل وطنه الاكبر مصر العظيمة ..
نعم انه الاسطورة الحقيقي الاستاذ .المعلم .المحاسب .المقاول . رجل الاعمال .النائب .السياسي .الرياضي الكبير
السيد متولي عبد الرحمن ضياء
وهي صفات ليست علي سبيل المبالغه او المن لرفع شخصه وعلاء قدره ولكنه مارسها بنجاح منقطع النظير وباحترافيه شديدة وذكاء
نادر وموهبه فذة اختصه بها الله سبحانه وتعالي دون غيره فلمع اسمه وذاع صيته وارتفعت مكانته وامتلات خزائنه
واصبح يشار له بالبنان في كافة بقاع مصر بل وخارجها في شهرة لم يصل اليها غيره !
طفولته لم تكن وديعه ناعمه كغيره من الاطفال بل كانت صعبه اعتمد فيها علي نفسه وشق طريقه دون انتظار لوالد عنده كثير
من الاعباء الاسريه فكافح بجلد وشمم واضعا مستقبله امامه وحلم الوصول الي قمته يراوده لتحقيقه حتي اجازته الصيفيه
بين السنين الدراسيه كان يعمل فيها بجد واجتهاد ولا يخجل فالعمل شرف وعبادة فجمع بين الطفوله والرجوله في ان واحد
ونادرا ان يجمهما شخص وان جمهما فهو مستقبل واعد لعبقري حتي اتم دراسته الجامعيه بنجاح ساحق وفي تخصص نادر بكالوريوس
رياضه بحته في زمن كان المؤهل العالي عمله نادرة ! لتتلقفه وزارة التربيه والتعليم استاذا لمادة الرياضيات بالتعليم الثانوي
وكانت المدينه علي اعتاب التهجير ولم يستمر طويلا فالطموح لديه اقوي من كلمه معلم او درس خصوصي مع احترامه الكامل
لتلك المهنه العظيمه ليغادر مصر الي ليبيا
للعمل في رحله جديدة من مراحل العمر وكتب له فيها النجاح .
لقد بدا اولي نشاطاته عقب عودته مباشرة من ليبيا في مجال المقاولات ومشروعات اسكان الشباب فمصر كانت خارجه
من انتصارت اكتوبر وهي في احتياج الي نهضه في الاسكان والتعمير فكان هو احد ابطالها وجاءت ضربه البدايه منه قوية
ففي صباح احد الايام تصدرت الصحف والمجلات المصريه في صدر صفحاتها بخبر مصحوب بصورة للاستاذ السيد متولي
وهو يصافح السيد الرئيس انور السادات وفي يده شيك بمبلغ مليون جنيه يسلمه للرئيس السادات تبرعا منه في حب مصر
طبعا المليون في السبعينات بمقام مليار في هذه الايام الصعبه وهذا عرفانا منه لوطنه صاحب الفضل الاول عليه ووطنيه صادقه
اكتسبها من مدينه باسله شاركها كفاحها واعطاها عقب عودته كل ما يملك من مال وجهد وعرق .
اما عن مشواره الضخم مع ناديه المفضل والاوحد وعشقه وسلواه وجنونه واحلامه نادينا المصري الحبيب
فانا في احتياج الي مجلدات تكفي مواقف وطرائف ونقله نادي الي العالميه قدمها الاسطورة متولي ليحفر في تاريخ النادي المئوي
اسمه العظيم ويقف علي قمه رؤسائه المعدودين ويصعب الامر علي اي رئيس قادم او سابق ان يصل مكانته
فهو يغرد في سرب المائه عام وحده وحقه دون منازع او شريك ويذكرني عند عودته من الخارج ودخوله المصري سكرتيرا
اولا ثم رئيسا وجاء بالمجري الرهيب بوشكاش مدربا للمصري محدثا دويا هائلا ليس بمصر بل في العالم كله وكتبت كل صحف العالم
عن تعاقد بوشكاش مع رجل الاعمال البورسعيدي المصري السيد متولي لتدريب النادي المصري وهي سابقه اهتزت
لها كل الاوساط الرياضيه مصريا وعالميا ناهيك عن النقلات النوعيه للفريق ومعسكراته الخارجيه المانيا سويسرا رومانيا بلغاريا
والاستعانه بالاعبين الاجانب المهرة تدعيما للفريق في سابقه جديدة للفرق المصريه ومفجرا لسياسه الاحتراف وهي جديدة
علي الملاعب المصريه ابتدعها ببراعه متولي ونجح فيها نجاحا عظيما وسابقا لعصره
.
لقد كانت قبلته معروفه المصري دمي ودموعي وابتسامتي وطالما اعطاني الله فسوف اعطيه فمنذ طفولته وهو عاشق لترابه
في مدرجات صوت العرب تشهد علي انتمائه وولعه بناديه وسنوات الهحرة الاليمه وهو يتنقل وراء المصري في الشتات والغلب
والفقر موجوعا عليه وعلي حاله ولذا عندما اعطاه الله لم يبخل عليه بل اعطاه كل ما يملك وكان حلمه الاكبر في بطوله يتوج
بها مشواره الطويل مع المصري ولكن لم يمهله القدر في تحقيق احداها فقد كانت سهام الحاقدين توجه صوبه كلما اقتربنا
من بطوله تاتيه السهام والنبال من كل حدب وصوب وبشخصيته الفويه يستقبلها بصدره فداءا لبورسعيد وناديها المصري المتيم به
ليعيد الكرة من اول وجديد الي ان اعياه المرض واختطفه الموت ليسدل الستار عن اعز الرجال واشجع الرجال واعظم الرجال
الذين انجبتم بورسعيد علي مدار تاريخها لتبكيه مصر باثرها ويحتضنه تراب بورسعيد الذكي .