بقلم — آية كارم محمود
بعد الثانية عشر من منتصف الليل، مع بداية الدقائق الأولى من اليوم الجديد، سأسطّر أولى رسائلي، وأولى إعترافاتي الليلية،
والتي ستستمر إلى اللانهاية!
فالبداية اليوم، ولا أعلم متى تنتهي!، ربما بعد عشر رسائل، أو بعد خمس
أو تكون تلك الأولى والأخيرة.. أو سأظل أكتب للأبد!
-الأمر أشبه بـ رسائل غسان لغادة، بـ أبيات قيس لـ ليلى، إلا أن غسان كان يحمل بعض من الشك ولو قليل أن غادة تحبّه أو ستحبه
فيما بعد، كان لديه دافع لأن يكتب، كان لديه ما يجعله يحبها أكثر ويعبر عن حبه لها أكثر.
وقيس؛ كان يحبها بجنون، وكانت تبادله ذاك الجنون في الحب، فكان لديه الدافع الأقوى لأن يكتب ولأن يسرد أبياتاً في حب وعشق ليلى!
أمّا أنا فكان الدافع في ظاهره أن لا أكتب، أن لا أقول، أن لا أعبّر عن ما بداخلي مهما حدث.
في ظاهر الأمر أنه لا يوجد أصلاً دافع للحب، لكن باطنه كان الدافع كفيل لأن يعبر وينفذ بين ثنيات وأوردة القلب!
سأعترف لك بأني أحبك .. أحبك جداً، نبض قلبي بك ، حُبك أعاد لي الحياة
حقاً، بالرغم من معرفتي أني لا شئ لك، سراب يتبخر في الهواء
إذا ذكر إسمي عندك، ليس هذا فحسب أحببتك ونبت حبي ونشأ مع علمي أنك تحبين شخصاً آخر.
. وذاك الشخص يحبك أيضاً أعلم ذلك نعم .. أعلمه جيداً.
كيف حدث الحب إذن؟! ولما نشأ وما الدافع الذي جعلني أحب وأعبّر عن ما أشعر وأحُس!؟
نعم غسان وقيس، أو كُثير وجَميل، كانت لديهم كُل الدوافع الجميلة لأن يحبوا ويكتبوا.
. أن يحبوا ويبوحوا بدون خوف من إعترافهم بذلك
، أما أنا أحببتك بدون دافع، أحبتتك وكل الأسباب تقول لي أن لا أحبك،
أحببتك وأعلم أني سأحيا وسأموت وحبي ذلك لن يلقى منكِ إلا ألم وشوق.
أحبك يا عزيزتي، أحبك جداً، أحبك بعدد السبل التي جمعتنا معاً، والتي تقول أننا لن نلتقي كمحبين أبداً،
أحبك بكم الرفض
الذي سيكون عندك إذا طلبتك وطلبت قلبك!، أحبك.. نعم أحبك، أحبك حباً جماً.
يا إلهي كيف ومتى حدث كل ذلك؟
إنني غرقت حقاً في بحر حبك، ضعت في عالم عشقك، بدون أن أشعر!
صدّقت الآن كلام أحدهم حين قال لي: الحب يحدث فُجأةً بدون سابق إنذار.
وأكملها أنا، ويحدث مع الذي تظن أنّه مستحيل أن تقع في حبّه.
أنا كالذي عاش ظمآن طول عمره، ولم يستطع أن يذق الماء ولو رشفة واحدة تعيد له الحياة،
بل جرّب وأراد أن يشرب فوجده ماء بحرٍ،
لا يرويه ولا يسقيه، بل يزيد ظمأه ولهفه، إلا أن جئتي أنتِ، بظلك وروحك الرائعين ..!
بقلبك هذا، بمشاعرك تلك، بكيانك الذي سحرني .. سحرني جداً ولا أعلم أنه سحرني.
. لا، ولكنّه سحرني أعلم هذا جيداً، ولا أنكره بل سعيدٌ به جداً.
وصوتك الحنون، الذي به معازف سيمفونية رائعة، كانت بداية أسري بك،
وعقلك هذا، كان ذكياً جداً .. جداً جداً، في إيقاعي بروحك وتعلقي بكل ما هو لك!
عندما جئتي بكل ذلك لم
أستطع المقاومة، لم أرى أي شئ سئ، كل ما وجدته هو أني سأتعلق بك!
ومع كل تلك المشاعر، وكل ذلك الحب، وأعلم أنكِ قد تقرأيين ذلك أو ربما لا.. لا يهم، فلا يقل ذلك عن كونك لم ولن تكوني لي!
ومع ذلك سأظل أحبك، أحبك كثيراً، وسأرسمك في خيالاتي، وأفكاري، وهواجسي .
. سأجعلكي معي دائماً في كل لحظة وكل همسةٍ وكل نَفس!
سأحبك.. وستشاركيني ذلك الحب في تلك المخيلة، فهذا هو الحق الوحيد لي، ولا يستطيع أحد أن يمنعه عنّي!
إنتهت حروفي لليوم.. ولم ولن ينتهي ما بداخلي لك.. وفي المرة القادمة إن كتب الله لي العيش فسأكتب مرةً أخرى ..
وسأقول لك لما أحببتك؟ ولما سأستمر بحبك؟ وحقاً أريد لنفسي ذاك العذاب؟!
وذاك الألم؟ هل فيهما
لذة أم مرارةً وفقد!
حبك علّمني كثيراً، كثيراً جداً يا حياتي، شعاع نور، إهتدى به قلبي،
فجّر كل الطاقات والمشاعر بداخلي لك.
-أراكِ في رسالةٍ أخرى، والسلام.