كتبت /انتصار شاهين
انتهت منذ قليل الجلسة النقاشية الثانية من الاحتفالية التى أطلقها المجلس الأعلى للثقافة صباح اليوم بأمانة الدكتور سعيد المصرى
، بمناسبة مرور مئة عام على ميلاد الرئيس الراحل محمد أنور السادات، تحت عنوان “مئوية السادات بطل الحرب والسلام”،
وقد تحدث فى هذه الجلسة كل من: الدكتور حسام البدراوى، والدكتور على الدين هلال، وأدارها الدكتور مصطفى الفقى.
بدأ مدير الجلسة الدكتور مصطفى الفقى الحديث مشيرًا إلى أن الرئيس محمد أنور السادات يعد شخصية تاريخية استثنائية
بامتياز، بداية من انضمامه لحركة الضباط الأحرار، وإلقاءه لبيان ثورة يوليو بالإذاعة المصرية بصوته، وهو ما جعله عرض للخطر آنذاك.
وأوضح الفقى أن السادات كان منضمًا قبل ذلك لتنظيم الحرس الحديدى، الذى أنشأه على يد يوسف رشاد بأمر من الملك فاروق
وضم إليه قيادات من الجيش المصرى، وكان أشهرهم الرئيس المصرى السادات،
وأكد أن السادات تميز بشخصية سياسية من الطراز الأول، وتابع واصفًا السادات بأنه أكثر حكام مصر استشرافًا للمستقبل.
وأضاف الفقى: “نعم نحن معروفون بأننا نحسب على التيار الناصرى، بما أنجزه الزعيم الخالد جمال عبد الناصر خلال قيادته للأم
ة من تاريخ طويل فى إطار العدالة الاجتماعية، وفى مناحٍ عدة أنجزتها التجربة الناصرية، وهنا شدد على أنه لا يصح أن نحكم على الزعماء
بنهايات تجاربهم، كما يجب أن لا يدفعنا حبنا للتجربة الناصرية وإيماننا بأفكارها، لمعاداة السادات الذى يعد أحد أهم القادة المميزين
سياسيًّا فى حكم مصر بعد محمد على باشا مشيد مصر الحديثة.
عقب هذا ذهبت الكلمة للدكتور حسام البدراوى، الذى أكد أنه كرجل سياسى دائمًا ما يتعلم مما يحدث حوله،
حيث أن من لا يتعلم ليس له مكان فى الحياة، وأوضح أن حديثه سيتمحور حول السادات السياسى المميز وصاحب خيال الفنان
، وأبدى بدراوى زعمه بأن من ليس له خيال لن يجيد السياسة، فالسادات السياسى
حين نتأمل مُنجزه، نجد أنه نفذ تغييرات جذرية شاملة
إبان فترة حكمة التى لم تمتد كثيرًا، فقد نقلنا من المعسكر الاشتراكى إلى الرأسمالية العالمية، وأعاد الأحزاب السياسية
بعد توقفها فى وقت مصر فيه كانت محطمة سياسيًّا، وإن نظرنا للسادات الفنان نجد أنه تغيره للنشيد الوطنى
فى نهاية حقبة السبعينيات من: (والله زمان يا سلاحى) إلى النشيد الوطنى الحالى (بلادى بلادى لكِ حبى وفؤادى)، هو التغيير
الذى من المستحيل أن يكون وليدًا للصدفة أو اعتباطيًا، بل يعكس دمجه للسياسة بالعسكرية
وبالفن، النابع من رؤيته لطبيعة المرحلة المقبلة للوطن آنذاك.
ثم تحدث الدكتور على الدين هلال، مؤكدًا إلى أن الرئيس السادات امتلك شخصية مركبة وفريدة قلما وجدت
، وأوضح هلال أنه إلتقاه للمرة الأولى فى طفولته، حيث ربتطهما علاقة نسب ومصاهرة فكانت والدته مع زوجة الرئيس السادات الأولى
السيدة إقبال ماضى، ثم جمعه به القدر عام 1969 فى عيد العلم، حينما قلده وسام العلوم والفنون، بالمجلس الأعلى للفنون والآداب
الذى تحول بعد ذلك إلى المجلس الأعلى للثقافة، الذى جمعنا اليوم فى ذكرى الرئيس السادات.
عقب ذلك وفى الختام أضاف الدكتور على الدين هلال أن السادات اتسمت شخصيته بالجمع بين كونه رجل دولة متميز وسياسى محنك،
وهو ما استخدمه فى خداع الكيان الصهيونى سياسيًا، بقدراته الفريدة فى إخفاء مشاعره وآراءه.