الأدب خاصة إنسانية
فلم نسمع عن قصيدة أبدعتها مخيلة حمار أو جرذ وحتى ما تنشره الزهرة من عبير فليس عن اختيار منها نشر العبير ،
وذلك القمر في صحن السماء ليس بإرادته فيضان ضوئه الفضي على دنيانا وإنما ينشر سحره لأنه ولابد أن ينشر ساحريته
وما هكذا الإنسان الذي ميزه الله بفضيلة الاختيار ..
والأدب في حقيقته اختيار لأن المبدع لا يلقي كل ما يجول بخاطره على الورق
وإنما يختار منه ما يكون لبنات بنائه الفني ليحقق الرسالة التي يريد لها المبدع أن تصل للمتلقي ..
ورسالة الأدب أو الفن بصفة عامة
تكمن في تنقيح النفس وتهذيبها وهي خاصة كما قلت إنسانية ..
وأمة خالية من الأدب هي أمة فقيرة حتى وإن ملكت من موارد الثروات ما تملكه فالثروة لا تصنع حضارة ..
نعم تصنع الجانب المادي إذا وظفت في جانب الإبداع المادي لكن يظل المرء فقيرا مالم تتهذب نفسه ، وتلك هي رسالة الأدب في الحياة .