متابعة عادل شلبى
ذات يوم كان الملك فاروق فى طريقه إلى تفتيش انشاص بسيارته الخاصة
و الغير معلومة للعامة و قد ركب سائقه الى جواره ،
و اثناء سيره بالطريق استوقفته سيدة ريفية حملت طفلها على كتفها و
حملت قفة على رأسها ظنا منها بأنها سيارة أجرة لنقل الركاب
بين القرى و الأرياف . و وقف الملك سائلا السيدة عما تريد ، فأجابت
: “إنت رايح إنشاص يا ابنى ؟” فأجابها بالايجاب . فقالت السيدة: “
توصلنى لغاية تفتيش الملك بكام؟” فقال : “عاوزة تدفعى كام ؟” أجابت السيدة :
“و النبى ما معايا غير تلاتة تعريفة يا ابني ..خدهم و وصلني”.
فأشار الملك للسائق أن يجلس فى المقعد الخلفي و قال لها : “ادخلى يا ست”
. فقالت السيدة : “طيب خد العيل منى لما أحط القفة”
. فأخذ الملك الطفل منها و حمله بين يديه ثم جلست السيدة إلى جواره و انطلقت السيارة فى طريقها لإنشاص و فى الطريق فهم
الملك من السيدة الريفية أنها تقصد تفتيش إنشاص لترجو ناظر التفتيش
أن يؤجل لها بيع جاموسة محجوز عليها من التفتيش لتأخرها
فى دفع إيجار فدان تؤجره و تعطيه جنيها على الحساب لحين سداد الباقى فأخذت الشفقة الملك و قال لها : “اسمعي ..
خدى الورقة دى و إديها للناظر وهو يسيب لك الفلوس المتأخرة كلها” .
و كتب أمرا على ورقة بيضاء تحمل توقيعه و أعطاها للسيدة
التي لم تكن تعرف شخصيته فلم يكن في ذلك الوقت – قنوات تلفزيونية
و لا اعلام مرئي – ترددت السيدة فى أخذ الورقة و قالت :”
يا ما يا سيدى جبت له وسايط، هو ده بيقبل رجا حد؟ وفر يا ابنى على نفسك الورقة
و بلاش كسوف” . فأصر على إعطائها الورقة و
أخرج ورقة من فئة العشرة جنيهات و أعطاها لها و هو يقول :” اتفضلي العشرة
جنيه دول ادفعي منها الايجار و إدي الناظر الورقة” .
فاندهشت السيدة و قالت : “و لما انت يا ابنى غني كده ليه بتشتغل سواق أومال؟” فأجابها الملك :” القسمة كده” . و أنزل الملك
المرأة قبل التفتيش دون أن تدري شيئا عن شخصيته ، الى ان أعطت الورقة لناظر التفتيش و قصت عليه حكايتها ، فعرفعها
بجميل الملك فاروق و موقفه النبيل و الانساني و عندها انطلق قلب السيدة قبل لسانها يدعو للملك الانسان
.. عليه رحمة الله .استاذ جابر احمد