هيثم الشريف
هناك أسباب كثيرة لزيارة مثلث حلايب في الفترة المقبلة (ديسمبر 2018 – فبراير 2019) وهي فترة نمو الكلأ في مراعي مثلث حلايب خلال هذه المدة.
الأمطار هذه العام كانت “غزيرة” جدًا، غالب وديان مثلث حلايب “سالت” بالماء، هناك وديان لم تشهد أمطارا من “30” سنة تقريبًا، وهذه المرة كانت الأمطار شديدة، مما يعني تحول هذه الوديان إلى “بساط أخضر”، وهي من الأمور نادرة التكرار هنا في مثلث حلايب.
عشاق جبل علبة “ايلبا” على وجه التحديد، على موعد هذا العام مع واحدة من أجمل المناظر الطبيعية على الإطلاق، ورؤيتهم لقمة “ايلا ربا” وهي في أبهى صورة، بعد أن ضربت الأمطار رؤوس الجبال والوديان المتفرعة حولها.
معظم أمطار هذا العام “ساحلية”، أي أنها سحبٌ أصابت ما بين الجبال والبحر، يعني هذا أن السير فقط من خُداع شمالا وحتى حداربة جنوبا سيكون بين ضفتي البساط والمرعى، على الشارع الرئيس للمثلث، فقط عليك تخيل أنك تسافر وتتنقل بين هذه الأماكن، وأنت تنظر عن يمينك ويسارك الإبل والأغنام وهي ترعى وسط هذه المساحات الخضراء.
خلال هذه الفترة، ستتمكن من رؤية بيئة فريدة، بعد تجمع كافة السكان المحليين من شتى الوديان والجبال البعيدة إلى الوديان الملاصقة للمحمية والمثلث، وهو تجمع لا يحدث إلا مع الأمطار الغزيرة، وتوافر الرعي في نقاط محددة، على مقربة من طريق السير في داخل المثلث.
حلايب وشلاتين هذه المرة مختلفة جدًا عن سابقاتها، هذه المرة سيكون موسم الرعي، والكلأ، والجنة التي فتشنا عنها لسنواتٍ طوال، نسأل العلي القدير أن ينفع بها أهلها، وأن يتمكن كل محب للجمال من زيارتها ورؤيتها والاستمتاع بالسياحة في واحدة من أجمل محميات القارة الأفريقية.