هذه هى حقيقة
بوابة المتولى
بقلم : عادل شلبي
كانت القاهرةة القديمة تحاط بأسوار شاهقة، بأسوار ضخمه بناها حكام مصر لحمايتها من ناحية ولتفتح عندما يدق عليها الزائرون
فتفتح لهم مصاريعها لترحب بهم من ناحية أخرى .
زودت هذه الابراج الضخمة بأبراجا شاهقة لتكون مرمى للسهام، كما زودت
بنوافذ صغيرة فوق المداخل لصب السوائل المغلية والمواد الكاوية والمصهورة على كل من يحاول اقتحام الباب
ومن أشهر بوابات القاهرة على الإطلاق “باب زويلة”، الذى سمى بهذا الاسم نسبة إلى قبيلة من البربر تسمى “زويلة”، استقرت
بالقرب من البوابة , وينفرد هذا الباب بشكلا معماريا متميزا حيث استغل الملك المؤيد ابراجه الملحقة به لبناء مئذنتين
لجامعه فظهر الباب مزدانا بهاتين المئذنتين
اشتهر هذا الباب بان الدماء عنده لم تتوقف عن التدفق فقد اختص ليكون مقرا لتعليق
، الكثير من الرؤس المقطوعة عليه ليكون أصحابها عبرة للقاصى والدانى و ليبث الذعر والخوف في النفوس.
فقد كان الباب صرة القاهرة، متوسطا مجموعة من الأسواق المتتالية التي لا تخلو من الزحام وكثافة حركة الرواد ليلاً أو نهارا .
كانت أول حادثة صلب على بابا زويلة يوم العاشر من محرم عام 694 هـ حيث ركب جماعة من المماليك تحت الليل وفتحوا باب سعادة،
وهجموا على اصطبلات الناس واخذوا خيولهم، فلما طلع النهار أرسل الأمير كتبغا للقبض عليهم ، وقطع أيديهم وطاف بهم القاهرة،
ثم صلبهم على باب زويلة،
في سنة 739 هـ ظهرت بالقاهرة امراة تسمى الخنّاقة، اشتهر أمرها بين الناس،
فكانت تحتال على الأطفال والنساء، وتخنقهم وتأخذ ما عليهم من الثياب، فلما شاع أمرها وبلغ السلطان أمرها أرسل لوالي القاهرة
أمرا بالقبض عليها، فلا زالوا يتبعونها حتى قبضوا عليها، وشنقوها على باب زويلة، وتجمع الناس للفرجة
وعلق على هذا الباب علقت
رؤؤس رسل هولاكو قائد التتار حينما أتوا مهددين لشعب مصر .
ولكن تظل من أكثرالرؤس
التى علقت على هذا الباب شهرة رأس طومان باى اخر حكام المماليك وذلك عندما عندما دخل العثمانيون مصر، وأسروه وعلقوا
جسده على باب زويلة.
كان يقف علي هذا الباب المدعو المتولى الموظف المسئول عن جمع الضرائب
، والمكوس على البضائع التى تدخل إلى مدينة القاهرة، ومن هنا جاءت تسمية الباب ببوابة المتولى.
ورغم أن الباب
كان مرتبطاً رسمياً بالضرائب إلا أن العامة نسجوا القصص حوله وانتشر إعتقاد سائد بين سكان المنطقة بأن روح “المتولي”
تسكن المصرع الشرقى لباب زويلة، وأنها تظهر فى صور متعدده
وكانوا يلجئون إليه على
مدى قرون فيطلبون منه تخليصهم من مخاوفهم ورفع الظلم عنهم، وتلبية أمنياتهم فكانوا يضعون الأسنان التي خلعوها بين
الألواح الخشبية التي تكسو الباب، ويلقون بالقطع النقدية والأحجبة خلف هذه الضلفة، ويربطون الخيوط وأشرطة من القماش
في المسامير، ويقولون إن المتولى له حكايات مثل الأساطير، حيث قالوا إنه كان
يطير من القاهرة إلى مكة، ويعود دون أن يراه أحد.
وهكذا نسج العامة القصص حول هذا الباب ليصبح له مكانته وأسراره،
وليصبح المتولى روحا تهيمن على المكان لتلبى الدعوات، وتنصر المظلومين
وحنانيك يا عم متولى استاذ جابر أحمد