في ذكري المولد النبوي الشريف لسيدنا محمد خاتم الأنبياء ونبي الرحمة والتسامح والسلام والحرية والكرامة الإنسانية
التي تزامنت أيضاً قبل عامين مع أعياد الميلاد المجيدة للسيد المسيح عيسي عليهما السلام
نتحدث عن تاريخ العبودية تاريخها وحاضرها ومستقبلها
تجارة العبيد والسبايا وأسري الحرب
هو تقليد قديم جداً للبشر في كل الحضارات القديمة والأديان منذ الاف السنين
والدليل علي ذلك أن يوسف
إبن يعقوب عندما عثرت عليه القافلة في البئر قامت ببيعه علي أنه سلعة وبضاعة في قصته الشهيرة مع إخوته الأسباط
الاثني عشر
الي أن وصل الي ملك مصر
وعندما جاء دين الإسلام قبل ١٤ قرنا كانت أسواق النخاسة وبيع الجواري والغلمان جذورها ضاربة في كل أنحاء قارات العالم القديم
حتي في الهند وجزيرة العرب
وقد قام نبينا محمد مُحرِر العبيد وأصحابه الكرام
ومنهم الخليفة أبو بكر الصديق
بتحرير عشرات الآلاف من العبيد والجواري للدخول في الإسلام
وكان منهم زوجات الرسول صفية بنت أخطب ومارية القبطية وكانت هدية من ملك مصر وأيضا بلال الحبشي مؤذن الرسول
وصهيب الرومي وسلمان الفارسي
وزيد إبن حارثة الذي تبناه رسول الله قبل أن يعتقه النبي بعد تحريم التبني
في الإسلام بنص قرآني حاسم (إدعوهم لآبائهم ذلك اقسط عند الله )
إلا أن التبني Adoption مازال شائعا حتي الآن في عالمنا لا سيما في أوروبا وآسيا وأمريكا
والعبودية أيضاً
لا زالت هناك مناطق وجيوب موبوءة بهذا الداء اللعين في عالمنا الحديث الحر نظريا
وقد أمر رسول الله
بحسن معاملة العبيد وعدم تسخيرهم وعدم إجبارهم بأعمال خارج طاقتهم وعدم وصفهم بالعبد أو بالأَمَة
بل بالخادم والجارية
أوالغُلام والعمل بنظام المكاتبة لأجل محدد زمنيا وماليا بعدها تعتق رقبة الخادم أو الجارية من ذُل الرق والعبودية
وكانت الصورة النمطية عن قصور وحريم السلطان والأمراء من جواري من كل أعراق وأنحاء العالم
وكان الرجال منهم
يخدمون في أعمال الحراسة والجيوش من المماليك حتي أنهم وصلوا لحكم مصر مثل شجرة الدُر ملكة مصر وسيف الدين قطز
والظاهر بيبرس أبطال معركة عين جالوت ضد التتار وقبلهم توران شاه والنصر علي الصليبيين الفرنسيس بعد وقوع ملِكَهم
لويس التاسع في الأسر وحبسه في دار ابن لقمان بالمنصورة
حديثا قام قراصنة البر والبحر وتجار العبيد من الأوربيين البيض بشحن الملايين من الزنوج مُقيدين بالسلاسل والأغلال
بطريقة وحشية من أفريقيا السمراء الي أمريكا والعالم الجديد بعد إكتشاف البحارة الأسبان والبرتغاليين والهولنديين والإنجليز
لأستراليا وجنوب أفريقيا والهند وجزر الهند الصينية (أندونيسيا) بعد بداية عصر الاكتشافات البحرية للعالم الجديد بعد سقوط الأندلس
وهزيمة العرب والمسلمين في إسبانيا الحالية بعد ٨٠٠ عاما متصلة من وجودهم هناك
وعلي مدار مئات السنين
إزدهرت تجارة العبيد البؤساء من البشر وكانت هناك مآسي القتل والتنكيل بالمسلمين وحتي ضد اليهود ( فروا مع المسلمين
في الأندلس هربا خوفا من الاضطهاد المسيحي لهمً ) وفظائع مؤلمة مظلمة يندي لها جبين الإنسانية وشرفها التي يدعي الغربيين
والصهاينة الآن زورا وبهتانا دفاعهم عن الحرية وحقوق الأنسان بعد إستعمارهم لبلاد الشرق ونهب خيراتها وثرواتها والآن تصفيتها
من مواردها وثرواتها وتهجير سواعد شبابها وعقول علمائه
بل يحاولون دائماً تزييف التاريخ في اعلامهم وافلامهم عن حريم السلطان وذلك بإلصاق تهمة العبودية بالإسلام البريء منها تماماً
بل أنهم الغربيين كانوا أسوء مثال عن وحشيتهم وجشعهم إبادة الملايين من قبائل الهنود الحمر ( السكان الأصليين لأمريكا )
ثم استعبادهم للزنوج وتجارتهم المحرمة البغيضة في تجارة العبيد والنساء وحتي الأطفال وسرقتهم للذهب من ساحل الذهب
( غانا ) والألماس من الكونغو وجنوب أفريقيا والأبنوس والعاج من ساحل العاج وكل خيرات آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية أيضاً
وقد كان الزنوج الأفارقة من العبيد الحُفاة العُراة بنسائهم وأطفالهم في بؤس وحرمان من أبسط حقوقهم الإنسانية
التي لم يكن يعترف بها أبدا مُلاكهم الجدد لأنهم كانوا مجرد سلعة وبضاعة تباع وتشتري بالكيلو والرطل علي الميزان مثل الحيوانات
ومات الآلاف منهم أثناء نقلهم بحرا عبر الاطلنطي بل قاموا بإلقاء جثثهم في مياه المحيط !!
وكان يقوم من يصل منهم
الي امريكا بالأعمال الوضيعة الشاقة أو السُخرة بمجالات الرعي والزراعة والصيد والبناء والتعدين إلي آخره بدون مقابل سوي
إطعامهم وعلفهم لإبقائهم علي قيد الحياة بل كان يتم عقابهم بالجلد بالسوط بعد تقييدهم عندما يطالب أحدهم بالراحة
أو حسن المعاملة
أو مجرد إرتداء حذاء يقي قدميه من الحرارة او الصقيع !!
وقد تم تجريم تجارة العبيد نهائيا في القرن 19 أيام إبراهام لينكولن رئيس أمريكا السادس عشر قبل إغتياله هناك
ثم نشطت بعدها تجارة الرقيق الأبيض (نساء الدعارة)
ومن أشهر حماة الحقوق المدنية بأمريكا هو الافريقي مارتن لوثر كينج
قبل إغتياله أيضا ومالكولم إكس وحكيم جنوب إفريقيا المناضل الراحل نيلسون مانديلا قاهر نظام التمييز والفصل العنصري
الأبارتهايد للهولنديين والانجليز البيض ضد قبائل السود السكان الأصليين للبلاد وقد تم إنتاج الرواية الشهيرة ( الجذورRoots )وبطلها كونتا كينتي
في مسلسل يحكي معاناتهم والامهم وآمالهم في الحرية
هذه الصفحة المظلمة السوداء في تاريخ مظالم استبداد العالم الغربي ضد حقوق الانسان وكل أحرار العالم
والتي يجب علينا عدم نسيانها أبدا ومطالبة الغرب دائما بالاعتذار عنها تماماً مع تعويضات مالية وتنموية في قارة أفريقيا
لاسيما بعد وصول ثم رحيل الرئيس الأمريكي باراك حسين أوباما الإفريقي الأسود الي البيت الأبيض
وانتخاب دونالد ترامب
عام ٢٠١٦ ( وترتيبه ٤٥)
وعدم حدوث أي تغيير يذكر لسياسات أمريكا القبيحة دائماً
رغم اختلاف وجوه رؤسائها إلا أنها تظل ثابتة لا تتغير أبدا لصالح الهيمنة والاستعمار وخدمة أمن إسرائيل والصهيونية العالمية
وذلك بمص دماء العالم الثالث وفي أفريقيا السمراء وعدد دولها فوق الخمسين وسكانها يناهز المليار نسمة
لكنها غارقة في فتن
الحروب القبلية والعرقية والإنقلابات العسكرية وأمراء الحروب ويأكلها نار الارهاب و تخلف الجهل والفقر والأمراض الوبائية
الناتجة عن تلوث المياه والأغذية وفساد الأنظمة والشعوب بعد إنكسار حلم القومية العربية للزعيم الراحل عبد الناصر
في توحيد العرب من المحيط الي الخليج مع كل أفريقيا الحرة