هيثم الشريف
مصطلح قديم كان يطلق على مئات البشر الوافدة إلى مثلث حلايب من السودان وبعض الدول الإفريقية، بنفس هذه الكيفية الموضحة في الصورة. على سفرٍ أعلى هذه الشاحنات، دخولاً من منفذي سوهين ورأس حداربة “المصرييّن”.
كانت هذه المئات تدخل إلى المثلث بتصاريح محددة، حاملة معها الخير العظيم من السودان إلى مصر، من أنواع الجلود السودانية، وخشب الأبنوس، والصمغ العربي، والأقمشة، ومن شتى خيرات الأرض الخصيبة جنوب الوادي، لبيعها هنا في مثلث حلايب، ومن ثم تنتشر في ربوع مصر.
في المقابل كان هذا “الجلول”، يحمل من مثلث حلايب كل ما هو “مصري”، من بضائع ومنتجات، وسلع تحمل شعار “صنع في مصر”، لبيعه في السودان، وما وراء السودان، المشترك حينذاك مع (تسع) دول حدوديًا، واحدة منهم في الشمال منحته “قبلة الحياة” في أزمنة الحصار والحرب.
أدى هذا الأمر إلى انتشار المنتج المصري في معظم دول القارة السمراء، تحديدًا في شرق القارة وغربها، وكانت هذه البضائع تتغلغل في الأحياء الشعبية والقرى، نظرًا لكون أصحابها من صغار التجار الوافدين إلى المثلث من الولايات البعيدة عن العاصمة والمركز، وبسبب زيادة الواردات المصرية إلى السودان، فتحت السودان أكثر من نقطة جمركية جديدة على أراضيها لتستوعب “البضائع” المصرية المتدفقة من منفذي مثلث حلايب.
كانت تجارة الجلول ناجحة بكل المقاييس، انعكست قيمتها على سوق العمل في مثلث حلايب فترة “التسعينيات”، وحتى العام 2005 تحديدًا، قبل إغلاق السوق في المنطقة، واقتصار العمل على حظيرة بضائع لا يستفيد منها جميع الفئات، والتي انسدت أبوابها ايضًا، ليقتصر العمل على منفذ رأس حداربة فقط.